فشنك!
عام 2023 يلملم أوراقه ويستعد للرحيل، ولذلك نشط المنجمون فى التنبوء بما يحمله لنا عام 2024 الذى نتأهب لاستقباله بعد أيام.. والكثيرون يطالعون بشغف هذه النبوءات ولا يسألون عن نبوءات هؤلاء المنجمين للعام السابق، وما تحقق منها وما لم يتحقق، وكان من النوع الفشنك.
لقد قدم المنجمون المشهورون لنا الكثير من النبوءات لعامنا هذا قبل أن يهل علينا، ولم يكن من بينها نبوءة واحدة ولو مبهمة تتعلق بحرب الإبادة الجارية الآن فى غزة والتى بدأت عقب هجوم لحماس ومنظمات فلسطينية أخرى على المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة وقتل وأسر اعدادا كثيرة من الاسرائيليين، وهو الهجوم الذى كان بمثابة الصدمة لإسرائيل ومعها أمريكا أيضا..
لم يقل لنا منجم واحد إن غزة سوف يتم تدميرها وأهلها سوف يتم حرمانهم من الغذاء والدواء والماء والكهرباء والوقود ودفعهم بالقصف الجوى والغزو البرى للهجرة خارج أرضهم، وأن مصر ستفعل الكثير لإحباط مؤامرة توطين فلسطينى غزة في سيناء، وأنها سوف تتحمل وحدها أمر إغاثتهم وتقديم المساعدات لهم. حتى يقدرون على التشبث بارضهم ولا ينجح الاسرائيليون في تصفية القضية الفلسطينية.
تلك المأساة الكبيرة التى يعيشها أهل غزة منذ بداية الاسبوع الثان من شهر أكتوبر ومازالت مستمرة حتى الآن بدعم من الولايات المتحدة لم يتوقعها منجم واحد من المشاهير الذين يشغلوننا في نهاية كل عام بنبوءاتهم الغزيرة والتفصيلية.. وهذا يدعونا ألا نصدقهم فيما يقدمونه لنا من نبوءات لعامنا الجديد الذى سوف نستقبله بعد أيام قليلة.
نحن لا نحتاج الآن في ظل التحديات الكثيرة التى تواجهنا إلى منجمين يقدمون لنا نبوءات فشنك عادة، إنما نحتاج لعقول سياسية قادرة على استشراف ما سيحدث في قادم الأيام حتى نرسم ونحدد خطانا وكيف سنتعامل معها.. إن تحدياتنا عديدة ومتنوعة وتحتاج لعقول يقظة لمواجهتها تعتمد على معلومات صحيحة ليس نبوءات فشنك.