أفريقيا وآسيا في 2023
2023، من أصعب الأعوام التي مرت على أفريقيا وآسيا، بل والعالم بأجمعه.. بين زلازل في المغرب، وسوريا وتركيا، وفيضانات عارمة في ليبيا، إثر انهيار سدود، وتحرش أمريكي بغيض بالصين عن طريق تايوان، وانقلابين في أنجولا، والنيجر، واستمرار الحوادث الإرهابية الدامية في منطقة غرب أفريقيا، والصومال، من خلال جماعتي بوكو حرام، والشباب، ثم انضمام فاجنر الروسية إلى القوى المعضدة للإرهاب في أفريقيا.
ثم اختتم العام كوارثه بالعدوان البربري على المدنيين العزل في قطاع غزة، والأراضي الفلسطينية المحتلة. يأتي ذلك مع استمرار حرب روسيا في أوكرانيا، للعام الثاني، والذي يعتبر بعض المراقبين بداية تلك الحرب الكبيرة، في 24 فبراير 2022، بمثابة نظام عالمي جديد، يعتمد على تعدد الأقطاب، وانتهاء نظام القطب الواحد.
زلازل المغرب، ثم تركيا وسوريا كانت مروعة في أعداد الضحايا، وكشفت عن أزمة العالم الحديث، الذي لم يسارع لإسعاف الضحايا المساكين، خاصة في سوريا. أما في المغرب فقد كشفت الزلازل والتوابع عن هشاشة البنية الأساسية؛ ما أدى لتفاقم الآثار السلبية الرهيبة، وارتفاع أعداد الضحايا.
الخطة الصهيو أمريكية
وكانت الانهيارات في سدود ليبيا كاشفة عن نتائج كارثية للفساد، وضعف الإدارة، وقابليتها للانهيار في أية لحظة، وكان يفرض على المتناحرين أن ينحوا خلافاتهم جانبا من أجل إنقاذ الضحايا، لكن دون جدوى.
الحرب في السودان، مرشحة للاستمرار، وإبراز أسوأ ما في النفس البشرية؛ من تقاتل على لا شيء، وبيع الضمائر والتضحية بالأهل والوطن؛ من أجل أحلام زائفة، لن يلبث الخائنون، وذوو الضمائر الهشة أن يتبينوا أنهم إنما كانوا يلهثون وراء سراب!
الأوضاع في السودان أسوأ من أن نتصورها، ويكفي أعداد النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب، فضلا عن المجاعات، والأرقام القياسية للجرحى، والأمراض المتفشية. والأزمة مرشحة للتصاعد، وأعتقد أن الصراع لن ينتهي إلا بتقسيم السودان إلى عدة دويلات، تبعا لمناطق تركز الثروات.
في غزة، لن يكون هناك مكان لإعادة السكنى، فدولة الاحتلال اتبعت سياسة الأرض المحروقة، ولن يمكن لأحد الإقامة من جديد في أي بقعة في القطاع. ولا أحد يعرف، أو يتكهن، بتوقيت، وكيفية انتهاء العدوان، والوقف النهائي لإطلاق النار.. وإن كنت أرى أن ثمة هزيمة مدوية لحقت بالدولة الصهيونية.
في اليمن، يبدو أن الولايات المتحدة تؤيد استمرار الأزمة، ولا ترغب في نهاية قريبة عن طريق المفاوضات. هناك مؤامرة ما يجري تنفيذها، ربما تهدف إلى تقسيم اليمن، أو استمرار النزاع.. ستكشف الأيام القادمة عن أبعاد الخطة الصهيو أمريكية.
وتبقى مصر هي القلعة الشامخة، التي تتكسر على أبوابها كل المؤامرات، وتنهزم جميع القوى المعادية، ولن تفلح أبدا في المساس بها، رغم نجاح المؤامرات في إسقاط دول كانت قوية من حولها، مثل ليبيا، والسودان!!