دولة بدون دستور ولا أخلاق
الدولة الوحيدة في العالم، إن اعتبرناها دولة، بدون دستور، هي دولة الكيان الصهيوني.. لماذا؟!إسرائيل ترفض كتابة دستور لها لأنها لا تعترف بحدود جغرافية وسياسية.. لأنها تطمع في مزيد من التوسع مستقبلا.. مطامعها في أراضي ومقدرات جيرانها لا تتوقف.
وجود دستور لدولة يعني التزامها بمبدأ أخلاقي وسياسي تجاه الآخرين؛ ما يعني أن إسرائيل في الحقيقة غير ملزمة لا بأخلاق ولا بدبلوماسية، وأن أغلب علاقاتها مع العالم برعاية أمريكية وأوروبية.
الدستور يحدد صلاحيات الجيش، وعدم كتابة دستور إسرائيلي يعني عمليا، أن إسرائيل دولة عسكرية يتحكم بها الجنرالات، ويصيغون لها مبادئ السياسة والأمن القومي.
إعلان قيام دولة إسرائيل
المفاجأة الغريبة؛ أن كثيرا من قادة الولايات المتحدة رفضوا إعلان قيام دولة إسرائيل بحجة أنها مخالفة قانونية وأخلاقية، وضد مصالح أمريكا.. من أمثال هؤلاء جورج مارشال وزير الخارجية الأسبق، صاحب خطة مارشال الشهيرة، ودين أكيسون وكيل الخارجية السابق، والدبلوماسي لوي هندرسون، إلا أن ترومان أصر على دعم قيام دولة إسرائيل لمصالح انتخابية مع اللوبي اليهودي.
القنبلة؛ أنه ليس هناك قرار أممي، من الأساس، بإعلان قيام دولة إسرائيل، وأن ما حصل وإعلان قرار التقسيم، مجرد توصية غير ملزمة.. وأن مجلس الأمن لم يناقش الموضوع من أصله.. وأن ثلثي أصوات التوصية الأممية كانوا من حلفاء الولايات المتحدة، والاستعمار في القرن الـ 20.
الأكثر غرابة؛ أن الإرهاب الإسرائيلي، مثلما خطط لاغتيال إسحاق رابين، فإنه خطط أيضا لاغتيال جورج بوش بعد اتفاقية أوسلو!
إسرائيل، مثلما خططت لاغتيال رفيق الحريري في لبنان وإشعال حرب مذهبية في سوريا، خططت أيضا لإشعال حرب بين أمريكا ومصر عام 1967، حيث قامت إسرائيل في 8 يونيو عام 67 بتدمير سفينة أمريكية لتوريط جونسون في الحرب لتخفيف الضغط عليها بعد استيلائها على سيناء والجولان.
ليس هذا فقط، ففي الخمسينات قامت إسرائيل باستهداف مصالح أمريكا في مصر لتوريط عبد الناصر وأيزنهاور في حرب مباشرة فيما سميت في قضية لافون. كذلك قامت إسرائيل باستهداف طائرة استطلاع أمريكية يوم 11 أكتوبر عام 73 لتوريط نيكسون في الحرب مع السادات لتخفيف الضغط الواقع عليها في سيناء والجولان.