رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا دولة لا تعرف السلام

خلال 250 سنة فقط هو كل عمر أمريكا، ارتكبت خلالها عشرات المجازر والكوارث بحق شعوب بريئة.. باختصار هي دولة لا تعلاف السلام، ولا تعترف به.

 

دول ذات حضارة، وفي المقدمة منها مصر، عمرها بعمر التاريخ، لم تتورط، ولا مرة واحدة، في الاعتداء على غيرها، رغم أنها مرت بفترات طويلة، كانت أقوى دول الأرض. لكن مصر اعتادت الدفاع عن نفسها، ضد أي اعتداءات، أو مساس بأمنها القومي.. فترابها المقدس أغلى عند المصريين من الروح والدم.

 

دعونا لا نلجأ للمقارنة، حتى لا نظلم شعبا مثل الأمريكان، لكن ما يدعونا هنا لسرد بعض من التاريخ الدموي، على قصره، للولايات المتحدة الأمريكية، التي قضت 93% من عمرها في حروب مختلفة على الدول الأخرى واحتلالها في أنحاء العالم كافة.

التاريخ الدموي للولايات المتحدة

أكثر من 90 حربا وعدوانا، منها ما يعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال سنوات عمرها الـ 250، نعرض عددا منها في السطور التالية..

 

 في عام 1833 قامت القوات الأمريكية بغزو نيكاراجوا.. وفي عام 1888 دخلت القوات الأمريكية إلى بيرو. وفي عام 1846 احتلت القوات الأمريكية أرضا مكسيكية.. وضمتها إليها، وهي ما تعرف اليوم بولاية تكساس.. وفي 1848 قامت القوات الأمريكية باحتلال أرض مكسيكية أخرى.. وضمتها إليها، وهي التي تُعرَف الآن بولايتي: كاليفورنيا ونيومكسيكو.

 

وفي عام 1854 دمرت الولايات المتحدة ميناء جراي تاون في نيكاراجوا، انتقامًا منها لعدم قبول حكومتها دخول عميل أمريكي إلى أراضيها. وفي العام التالي 1855 غزت القوات الأمريكية أورجواي، ثم غزت قناة بنما.. وفي عام 1857 تدخلت في نيكاراجوا ثانية، لإفشال محاولة عدو أمريكا وليم روكر تولي السلطة.

 

وفي عام 1873 قامت القوات الأمريكية بغزو كولومبيا، ثم قامت بعمليات ضدها على مدى الأعوام: 1885، 1891، 1892، 1893، 1898، 1899م.

وفي عام 1888 تدخلت أمريكا في هايتي.. وفي عام 1891 تدخلت أمريكا في تشيلي.. وفي عام 1894 تدخلت الولايات المتحدة، مرة أخرى، في نيكاراجوا.

 

وفي عام 1898: تدخلت أمريكا في كوبا، وحاصرت قواتها في البحر، وأخذت عنوة خليج جوانتانامو الذي تأسر فيه حاليًا مئات العرب والمسلمين، في ظروف وحشية همجية غير إنسانية، باعتراف الأمريكيين أنفسهم.

 

وخلال عامي 1901 - 1902 تدخلت أمريكا ثانية في كولومبيا.. وفي عام 1902: تدخلت أمريكا في هندوراس.. وخلال عام 1904 كان الهجوم على بنما.. وفي العام التالي 1905 كان الهجوم على هندوراس.

 

وفي عام 1907 استولت أمريكا على ست مدن في هندوراس.. وفي نفس العام هاجمت المكسيك لمساعدة الديكتاتور بورويرو دمزبراي. وفي نفس العام 1907 كان الهجوم على نيكارجوا والدخول إلى جمهورية الدومينيكان لقمع الثورة.. وفي العام التالي 1908 كانت المشاركة في الحرب بين هندوراس ونيكاراجوا.

 

ومنذ عام 1910 وحتى 1912 تدخلت أمريكا بالقوة العسكرية في الهجوم على كوبا وبنما وهندوراس. وفي عام 1915 احتلت أمريكا كلَّ هاييتي، وبقيت فيها إلى 1934م.. وخلال هذه الفترة تدخلت القوات الأمريكية في الدومينكان ضد الثورة على السلطة الفاسدة، وفرضت عليهم حكومة عسكرية عميلة لها، حتى عام 1924م.

 

واستمرت أمريكا في تحركاتها العدائية تجاه كوبا وكوستاريكا وهندراوس ونيكاراجوا وبنما وتركيا والسلفادور والصين وروسيا، وفي عام 1945 مع نهايات الحرب العالمية الثانية، قصفت الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان، وفقد حوالي 220 ألف شخص حياتهم نتيجة لإلقاء القنبلة الذرية، إذ قتل أكثر من 100 ألف شخص خلال القصف مباشرةً، والباقي فقدوا حياتهم أواخر العام نتيجة للإشعاعات الضارة التي أُصيبوا بها.

 

وفي عام 1952 تدخلت في إيران، وقامت المخابرات الأمريكية بالقضاء على حكومة محمد مصدق الوطنية، وإعادة شاه إيران. وفي عام 1962 فرض الرئيس الأمريكي كيندي حصارًا بحريًا وجويًا على كوبا، لإجبار السوفييت على إبعاد صواريخهم الذرية عن الجزيرة.. 

 

وفي عام 1965 كان إعادة الهجوم على بنما. كما زجت عقيدة الحرب، المتأصلة في عقول وقلوب صناع السياسة الأمريكية كابرًا عن كابر، بجيش الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام، التي مارس فيها الجيش الأمريكي أبشع الجرائم، ليس ضد الإنسانية وحدها.. وإنما ضد النبات والحيوان..

 

عندما انهمرت السموم الأمريكية من الطائرات الأمريكية لتهلك الحرث والزرع والحيوان فوق كل الأرض الفيتنامية، وتنتهي الحرب عام 1975 رغم كل أسلحة أمريكا ووحشية جيشها، بهزيمة تاريخية لهم.

 

وفي عام 1998 كان احتلال القوات الأمريكية للصومال، واستخدام العنف المفرط ضد مواطنيها العزل.. وفي العام التالي قامت بالهجوم على السودان. وبعد عامين أي عام 2001 قامت بالهجوم على أفغانستان واحتلالها، تحت ذريعة مطاردة تنظيم القاعدة، وتبين لاحقًا أن أمريكا هي من جهزت وشكلت ومولت القاعدة.

 

 

وفي عام 2003 كان الهجوم على العراق واحتلاله، دون تفويض من الأمم المتحدة. وفي عام 2011 كان الدعم الرسمي للمجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا سواء داعش، أو جبهة النصرة، أو هيئة تحرير الشام،.. وغيرها. وفي عام 2015 كان عدوانها المباشر بكل الأسلحة المحرمة الدولية على العراق، تحت مبرر مقاتلة داعش.

الجريدة الرسمية