أمريكا تدير الحرب!
التصريح الذى أدلى به مستشار الأمن القومى الأمريكى حول المرحلة الثالثة للحرب هو إعلان من مسئول أمريكى مهم بأن بلاده لا تجلس في مقعد المتابع للحرب أو الناصح للاسرائيليين والداعم لهم، وإنما هى تدير تلك الحرب.. فهى تحدد مسارها وتقرر مراحلها وهدف كل مرحلة وأيضًا تقرر زمن هذه الحرب ومتى يتوقف القتال..
صحيح أننا استنتجنا ذلك مبكرا جدا مع اندلاع تلك الحرب حينما شاهدنا توافد كبار المسئولين الأمريكيين على إسرائيل بدءا من وزير الخارجية ومرورا بوزير الدفاع ورئيس الأركان وحتى الرئيس الامريكى، وكلهم دخلوا غرفة العمليات الاسرائيلية التى تدار منها تلك الحرب، واجتمعوا مع وزارة الحرب، وشاركوا في نقاش تفصيلى حول تلك الحرب وتطوراتها..
ولكن تصريح مستشار الأمن القومى الامريكى يعد اعترافا صريحا بأن بلاده هى التى تدير تلك الحرب، فهى حددت للاسرائيليين المرحلة الجديدة والثالثة لها، وحددت لها هدفها وهو استهداف قادة حماس سعيا لتصفيتهم، ولذلك يمكننا فهم لماذا ترفض أمريكا حتى الآن وقف إطلاق النار، وتصويتها على مشروع قرار وقف القتال في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
إذن أهل غزة لا يحاربون إسرائيل وحدها وإنما يحاربون أمريكا قبلها التى لم تكتف بتقديم السلاح والمال والمساعدة الاستخباراتية والحماية الدبلوماسية لإسرائيل، إنما تقوم بإدارة هذه الحرب لهم أيضا..
وحينما إحتاج الاسرائيليون لعقد صفقة لتحرير عددا من الأسرى المحتجزين في قطاع غزة شاركت أمريكا بقوة كما قال الرئيس بايدن في المفاوضات التى أفضت إليها..
وهنا نفهم أيضا التصريح المبكر جدا لبايدن الذى قال فيه لو لم يكن هناك إسرائيل لاخترعناها!.. أى أنه يعتبر وجود إسرائيل مهم وأساسى لتحقيق المصالح الأمريكية، ولذلك تحارب أمريكا معها الآن.. وهنا نفهم أيضا أن هذه الحرب لن تتوقف إلا بقرار أمريكى..