رئيس التحرير
عصام كامل

استسلام حماس!

طالبت القيادات العسكرية الاسرائيلية حماس بالاستسلام لكي توقف القوات الإسرائيلية إطلاق النار وتنهي تلك الحرب الوحشية، وفورا جاء إسرائيل الرد من مقاتلي حماس في حي الشجاعية بمدينة غزة بالإيقاع بقوة عسكرية من قوات النخبة في كمين أسفر عن قتل وجرح عدد كبير من الجنود والضباط الإسرائيليين.. 

 

وهو الأمر الذي وصفه القادة الإسرائيليون بالكارثة.. غير أن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط وإنما يعد بمثابة تأكيد جديد على عدم جدوى انتظار الإسرائيليين استسلام حماس والمنظمات المسلحة الأخرى في قطاع غزة، وهو ما يزيد من الضغوط عليهم لإيقاف هذه الحرب التى تلحق بهم يوميا الآن خسائر بشرية فادحة.

 
وحتى لو أنهكت حماس والتنظيمات المسلحة الأخرى، وهذا أمر ليس مستبعدا في ظل ضرورة القصف الإسرائيلى بالطائرات والدبابات، والحصار الجائر الذى تفرضه إسرائيل على أهالى القطاع وعدم وجود إمدادات عسكرية كما هو حال إسرائيل التى تحظى بدعم عسكرى كبير من أمريكا، فان هذا لا يعنى توقف عمليات المقاومة المسلحة للقوات الإسرائلية في أراضي القطاع طالما بقيت تحتل مواقع في هذه الأراضي.

 
صحيح أن قيادى حركة حماس موسى أبو مرزوق تحدث عن موافقة الحركة للانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية وقبولها بحل الدولتين، إلا أن ذلك لا يعني أنها مستعدة لآن تستسلم هى وبقية المنظمات الفلسطينية الأخرى المسلحة.. 

 

 

ولعل إسرائيل خبرت ذلك في حروبها السابقة ضد أهالي القطاع من قبل.. فإن الاحتلال يستدعى المقاومة المسلحة له، وهذا ما عرفته كل الشعوب التى تعرضت لاحتلال عسكري.. فما بالنا باحتلال بشع، يدمر ويقتل ويخرب ويحاصر ويصادر مقومات الحياة، كما هو الاحتلال الإسرائيلي.
باختصار حتى لو استسلمت حماس، سوف يظهر حماس جديدة بأسماء أخرى.. فلا سلام مع احتلال بغيض.

الجريدة الرسمية