رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا ترجو إسرائيل ولا تأمرها!

إسرائيل أرادت أن تعوض أيام الهدنة السبع التى توقف فيها القتال وإطلاق النار، فعندما استأنفت حربها ضد أهل غزة اندفعت بشدة للنيل من المدنيين وقتلت في يوم واحد قرابة المائتى فلسطينى في القطاع، ضاربة عرض الحائط بطلبات بلينكن منها الخاصة بتقليل استهداف المدنيين لأقصى حد ممكن، وعدم استهداف المستشفيات وتجمعات الإيواء.. 

 

بل أن الإسرائيليين بدأوا منذ اليوم الاول لاستئناف الحرب ضد أهل غزة تنفيذ خطتهم الخاصة باستهداف جنوب القطاع الذى يتصورون أن قادة حماس يتحصنون به الأن ويوجد به العدد الأكبر من أسراها لدى حماس، تمهيدا لإجتياح شرق خان يونس بريا على غرار ما حدث في مساحات شمال غزة.

 
وهكذا العنوان المناسب لليوم الأول لاستئناف الحرب هو مزيد من الوحشية، وتوسع في القتل، ورقم قياسى للشهداء، وبدء دفع الفلسطينيين تحت النيران والقصف لإخلاء مساحات من جنوب القطاع لاحتلالها بريا في الأيام والأسابيع المقبلة.

 
وإذا كانت إسرائيل قد ضربت عرض الحائط بطلبات أمريكا بخصوص المدنيين بعد استئناف القتال، فقياسا على ذلك يمكننا استنتاج ماذا ستفعله بخصوص الطلبات الأمريكية الأخرى المتعلقة بإختصار مدة الحرب الوحشية لعدة اسابيع فقط وليس شهورا كما خطط قادة إسرائيل السياسيون والعسكريون معا.. 

 

والسبب أن أمريكا ليست حازمة في طلباتها من إسرائيل.. فهى ترجو إسرائيل ولا تأمرها رغم أنها هى التى تمنحها الدعم الكامل وتمول حربها الحالية وتمدها بالأسلحة وتحميها داخل مجلس الأمن..

 

 

وهذا يظهر جليا في تبرير أمريكا وقف تدفق المساعدات الإغاثية لأهل غزة بعد إستئناف الحرب لإستهداف إسرائيل بالقصف الجوى لرفح الفلسطينية، وإعتبار واشنطن ذلك أمرا طبيعيا وعاديا، رغم أنه كان يدخل قطاع غزة قبل سريان الهدن مائة شاحنة مساعدات يومية.

الجريدة الرسمية