اقتلوهم برفق!
كشف وزير الخارجية الأمريكي بلينكن عن هدف زيارته الجديدة لإسرائيل، وقال إنه لترشيد الوحشية الإسرائيلية بعد استئناف الحرب وانتهاء الهدنة الممددة.. فهو نصح الإسرائيليين بتقليل استهداف المدنيين خاصة في جنوب غزة عندما تبدأ إسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية للحرب البرية على القطاع..
والتى تتسع لتشمل جنوبه بعد اقتحام شماله، وتوفير مناطق آمنة لهم، وعدم استهداف المستشفيات ومراكز إيواء الفلسطينيين، واستمرار تقديم المساعدات الإغاثية لهم..
أي أن بلينكن لم يذهب إلى إسرائيل لينصح نتنياهو وحكومته بوقف الحرب والقتال أو حتى تمديد الهدنة لبضعة أيام أخرى إضافية، وإنما مجرد ترشيد وحشيتهم عندما يستأنفون القتال مجددا.. أو قتل الفلسطينيين برفق مستقبلا حتى لا يتفجر الغضب الشعبي العالمي في وجه إدارته والحكومات الغربية التي تؤيد وتدعم إسرائيل..
فهو لم يطالبهم مثلا بعدم استهداف المدنيين أساسا وإنما طالبهم فقط بتقليل استهدافهم، ولم يطالبهم بوقف الحرب، بل إنه تحدث عن حق إسرائيل في الاستمرار في الحرب حتى تنتقم لما حدث لها في السابع من أكتوبر.. وطالب حماس بالاستسلام وتسليم من شاركوا في عملية السابع من أكتوبر لإسرائيل لكي تقتص منهم وتعاقبهم.
وهذا يفسر لنا لماذا طالت هذه الحرب ولماذا لم تتوقف.. فإن أمريكا ما زالت موافقة على استمرارها ولم تطالب إسرائيل بوقفها حتى الآن، ولذلك لم تطالب إسرائيل بوقفها فورا بعد أن تحولت إلى حرب إبادة للفلسطينيين.
إن هذه الحرب الوحشية لن تتوقف إلا إذا قررت أمريكا ذلك. وهي لن تقرر إلا إذا أدرك الإسرائيليون أنه لا جدوى من استمرارها.
