رئيس التحرير
عصام كامل

هدنةَ ثالثة!

أمس تم اجتماع استخباراتي في الدوحةَ شاركت فيه مصر وقطر وإسرائيل وأمريكا وذلك للبحث في إمكانية التوصل إلى إتفاق جديد لهدنة ثالثة في قطاع غزة ويشمل الإفراج عن المزيد من الأسري المدنيين من الرجال، ثم العسكريين، وذلك كما تقترح أمريكا التى تبنت من قبل فكرة الهدن الانسانية، ولم تطرح حتى الآن وقفا دائما لإطلاق النار وإنهاء للحرب التى ساندت الاسرائيليين بقوة لشنها ضد أهل غزة.

 
وهذا يعنى أن الامريكان مازالو يمهلون الاسرائيليين وقتا لتحقيق إنجاز عسكرى في غزة، وفي ذات الوقت فإنهم مهتمون بالافراج عن كل الأسري المدنيين، وهم لا يخفون ذلك ويجاهرون به علنا خارج الغرف المغلقة التى تدور فيها المباحثات والمشاورات الاستخباراتية.

 
وإذا كانت إسرائيل استفادت من الهدنة الأولى والثانية وتمكنت من استعادة عدد من أسراها لدى حماس والمنظمات المسلحة الأخرى في غزة، فإن أهل غزة حصلوا على راحة من القصف والقتل والإبادة التى تعرضوا لها بشكل متواصل منذ الثامن من أكتوبر الماضى.. 

 

فضلا عن زيادة المساعدات الإغاثية لهم.. لكن هذا لا يغنى عن الوقف التام والشامل للقتال الذى يتعين أن يتم الإلحاح والضغط على الامريكان للتوصل إليه بدون إبطاء لإنقاذ أهل غزة من المحرقة التى نصبها الإسرائيليون لهم. ويحفزنا على تكثيف الضغط على الأمريكان التحول الذى شهدته مواقف بعض الدول الأوروبية مثل أسبانيا وبلجيكا اللتان تطالبان الآن بوقف لإطلاق النار.

 


لا بأس بالطبع من هدنة ثالثة فهذا يفقد العدوان العسكرى الاسرائيلى الزخم السابق بعد استئنافه.. ولكن هذا ليس بديلا عن الوقف الكامل للحرب الذى يتعين أن يتلوه فورا عملية سياسية كبيرة لحل القضية الفلسطينية، حتى لا تتكرر هذه الحرب مجددا بعد إعادة بناء غزة مرة أخرى.  

الجريدة الرسمية