رئيس التحرير
عصام كامل

وماذا عن وقف الحرب؟!

رغم أن الهدنة التى تم التوصل إليها في قطاع غزة لا تتجاوز أربعة أيام فقط، إلا أنه واجه تنفيذها صعوبات عديدة، واحتاج ذلك لمزيد من الوقت والجهد لتجاوزها حتى تكون صفقة الأسرى جاهزة للتنفيذ  ومعها هدنة الأيام الاربعةَ.. فماذا سيواجه إذن أي إتفاق مستقبلا لوقف دائم أو شبه دائم للقتال في القطاع؟

 
إن أمريكا ومعها دول أوروبية ليست جاهزة لبحث وقف إطلاق للنار في غزة، ولا تقبل إلا فقط بالحديث عن هدن تصفها بالانسانية حتى يتم تحرير كل الأسرى الإسرائيليين في قبضة حماس وتنظيمات أخرى مسلحة. 

 

لكن مع تزايد الضغوط الشعبية داخل أمريكا وأوروبا لوقف حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل منذ سبعة وأربعين يوما ضد أهالى غزة سوف تضطر الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الأوروبية لبحث أمر وقف إطلاق النار.. وهناك من يرى أنها فقط تمنح الإسرائليين وقتا إضافيا لتحقق أهدافا لحربها الوحشية لكن هذا الوقت ليس مفتوحا.

 
أي أنه سوف يأتى وقت يفرض حديث وقف القتال نفسه على أمريكا وبعض الدول العربية، وهنا سوف يحتاج الأمر جهدا أكبر مع الإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق لتحقيقه، فإن إسرائيل تخطط لبقاء قواتها لفترة طويلة في قطاع غزة لا تقل عن العام.

 

وهذا سيكون بمثابة المعضلة الكبيرة لأي إتفاق لوقف القتال لأنه لا توجد ضمانات بالطبع لعدم  تعرض هذه القوات للهجوم من قبل الفلسطينيين، على غرار ما يحدث في الضفة الغربية طوال الوقت في المناطق التى تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وتقتحمها قوات إسرائيلية. 


خلاصة الأمر أننا إزاء أزمة طويلة وممتدة ولن تجد حلا لها إلا إذا توقف الأمريكان والأوروبيين عن منحهم الدعم الكامل لإسرائيل، والتصريح لها بإبادة أهل غزة من أجل الإطاحة بحماس من حكم غزة.

الجريدة الرسمية