نعيب زماننا والعيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.. في هذا الزمن العجيب الغريب المليئ بالمتناقضات والذي تفشى فيه الظلم والفسق والفجور. زمن العري والمجون والفسوق والخلاعة والشذوذ والوقاحة.. زمن الطغيان والجبروت وفرض النفوذ والحروب وسفك الدماء البريئة بغير حق والفساد والإفساد في الأرض..
زمن هيمنة الغرب على العرب. زمن أضاع البشر فيه كل ما هو منوط بإقامة خلافتهم في الأرض والتي تتمثل في عمارة الأرض وإثراء الحياة عليها. وإقامة العدل الإلهي بين ربوعها ونشر الرحمة الإلهية بين أهلها.. زمن تبدل فيه العمار والتنمية بالخراب والتدمير. والعدل بالظلم والجور وضياع الحقوق. والرحمة بالقسوة والبطش والوحشية والهمجية والعدوان..
زمن غابت فيه الفضائل والأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة وتفشى فيه الفساد في بقاع الأرض شرقا وغربا. برا وبحرا. زمن ضعف فيه وإستكان المسلمين وضاعت هيبتهم وكسرت شوكتهم بعد أن سادوا العالم شرقا وغربا في صدر الإسلام عندما أقاموا منهج الله تعالى وتمسكوا بهدي رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم.
زمن اهتزت فيه أركان الإسلام وصارت شبه مهملة وخاصة أعظم أركانه وهو ركن الصلاة وهو الركن الجامع للأركان، وهو عماد الدين ومن أقامه فقد أقام الدين ومن هدمه فقد هدم الدين. وتحقق قول الله تعالى في أهل هذا الزمان حيث يقول عز وجل "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"..
أهل الإيمان
عزيزي القارئ إنظر حولك إلى ما يدور في معظم بلاد الإسلام ترى العجب بل عجب العجاب من فسق ومجون ومراقص وسكر وصالات القمار وكأننا قد عدنا إلى عصر الجاهلية، وللاسف كل هذا المروق والفجور يقدم تحت مسمى الحريات والتجديد والتطور والتحديث ومواكبة العصر ونرى الإختلاط السافر في المراقص بين أشباه الرجال والنساء.
ومن هنا ضاعت هيبتنا وكسرت شوكتنا وهان أمرنا على الأمم، ما كان ذلك الهوان إلا لهوان أمر الله تعالى ورسوله علينا وصدق الله تعالى إذ قال وصفا لحال البشر "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ".
هذا ومع كل يوم يمر تزداد أحوال المسلمين والعرب سوءا ويزداد الإسلام غربة في ديار الإسلام، ويزداد المسلمين بعدا عن دينهم الحنيف ومنهجهم القويم وهجرا لهدي الرسول الكريم وسنته الرشيدة. وزادت هيمنة الأهواء والشهوات والأطماع في النفوس التي إعتلت بحب الدنيا، والذي هو رأس كل خطيئة..
وأصبح الإسلام غريبا كما أخبر النبي الكريم صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم حيث قال: "بدأ الإسلام غريبا وسوف يعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء". والغرباء هنا هم القلة القليلة من أهل الإيمان المستمسكون بأخلاق ومكارم وفضائل دينهم، والتابعين لهدي نبيهنم وهم القابضون على جمر من النار. تحيط بهم الفتن من كل جانب ولكنهم يخشون ربهم بالغيب ويتقونه ويعملون لآخرتهم وهم في عافية من الله تعالى..
وفيهم يقول صلى الله على حضرته وآله وسلم: "إن لله عز وجل ضنائن من خلقه -أي قلة- يغذيهم في رحمته ويحييهم في عافيته. إذا توفاهم إلى جنته أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية".
يا سادة أما آن لنا أن نفق ونعود إلى الله تعالى وإلى منهجه القويم؟ أما آن لنا أن نعود إلى هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسنته الرشيدة؟ أما آن لنا أن نسترد كرامتنا المهدرة ومجدنا القديم؟ أفيقوا أمة الإسلام قبل فوات الآوان وتذكروا قول الله تعالى "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"..