رئيس التحرير
عصام كامل

حول القمة العربية الإسلامية

على مرآى ومسمع من العالم أجمع يرتكب جيش الإحتلال الصهيوني أبشع الجرائم وأشنع العدوان عل شعب فلسطين وخاصة أهل غزة العزل. قتل وتدمير شامل وخراب وتهجير قسري. دماء الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ والمرضي تسفك على مدار الساعة منذ أكثر من شهر بتأييد ومباركة ومساعدة من أمريكا وبريطانيا ودول الغرب.

 

تلك الدول التي تتغني بالعدالة والحريات وحقوق الإنسان. فعن أي حريات يتحدثون ويتغنون. حرية الجنس والشذوذ والإنفلات الأخلاقي. وعن أي حقوق الإنسان يتحدثون وهم مؤسسي العنصرية والذين بنوا أوطانهم على أجساد ودماء أصحاب الأرض الأصليين، وزمن تأسيس أمريكا على أجساد ودماء الهنود الحمر ليس ببعيد. 

 

الأمريكان والغرب يؤيدون العدوان ويمدون إسرائيل بكل أسلحة القتل والعدوان. وللأسف أمام هذا المشهد الدامي تقف الدول العربية والإسلامية موقف المتفرج العاجز. إجتمعت الدول العربية والإسلامية في الرياض ولم يتخذوا قرارا حاسما لردع إسرائيل وإيقاف إجرامها وعدوانها الغاشم..

 

وأقصى ما توصلوا إليه هو المطالبة بوقف العدوان وإيصال المساعدات الغذائية والطبية لأهالي غزة المحاصرين، والعمل على تفعيل القرارات الدولية الملزمة بحل الدولتين. 

 

وهنا هل لي أن أتساءل، ممن يطلبون إصدار أمر وقف العدوان الإسرائيلي؟ أمن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول الغرب وهي التي غرست وزرعت الكيان الصهيوني في قلب الأمة لتحقيق اطماعهم ومصالحهم في  بلاد الأمة العربية؟! ممن تطلبون وقف العدوان الإسرائيلي؟ ممن يؤيد ويساند الكيان الصهيوني عسكريا وسياسيا وإقتصاديا ويبارك كل مساعيهم في القتل والتدمير والخراب؟! 

قرارات حاسمة

يا أمة العرب والإسلام ليتكم ما إجتمعتم. فقد أظهر إجتماعكم الضعف والهوان والذي لم يجرأ على أن يتخذ قرار بتوجيه إنذار للكيان الصهيوني بوقف عدوانه في خلال 24 ساعة، وإلا فهي المقاطعة الشاملة. وللأسف كلنا كعرب ومسلمين كنا منتظرين الكثير والكثير من هذ المؤتمر والذي أكد للعالم كله القاصي والداني على مدي ضعف أمتنا العربية والإسلامية وخذلانهما لشعب فلسطين وأهل غزة.

 

فقد كنا نتوقع قرارات حاسمة وملزمة ورسائل قوية وصريحة موجهة لأمريكا ودول الغرب قبل إسرائيل. كنا نتوقع قطع العلاقات مع إسرائيل وإنهاء التطبيع معها وقطع العلاقات مع كل الدول التي تساعدها وتقف من ورائها. كنا نتوقع طرد السفراء، كنا نتوقع قطع البترول عن دول الغرب التي تؤيد وتساند الكيان الصهيوني. 

 

كنا نتوقع إتخاذ قرار فوري بإنشاء جيش عربي موحد لمواجهة المخاطر التي تواجهها أمتنا العربية الإسلامية، وكان هذا هو رأي الزعيم الحر الرئيس السيسي منذ سنوات، ولكن للأسف تراجع الجميغ خشية عقاب أمريكا ودول الغرب..

 

كم كنت أتمنى من زعماء العرب أن يستمعوا لرجل مصر بأن يجتمعوا ويتوحدوا وأعتقد أنهم لو إستمعوا له وتوحدوا لكان لمصر والعرب شأن آخر، وكانت هناك قرارات حاسمة وحازمة ورادعة للصهاينة الملاعين ومن وراءهم..

 

 

هذا ما كنا نتوقعه من هذه القمة التي إجتمع فيها زعماء العرب والمسلمين.. وفي الختام لا يسعنى إلا تكرار مقولة الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله، إذ قال قولته الشهيرة والتي يجب على زعماء العرب والمسلمين الإنتباه إليها والعمل على الأخذ بها وهي “ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله”..

الجريدة الرسمية