رئيس التحرير
عصام كامل

بايدن لا يعرف!

الرئيس الأمريكي بايدن لا يعرف متى تنتهي حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد أهل غزة، هكذا أعلن ذلك هو شخصيا بنفسه أمس في تصريحات صحفية له، أيد فيها اقتحام مستشفى الشفا الذى تم بعدد غير كبير كما قال من الجنود الإسرائيليين! 

 

وهذا الكلام يحمل أكثر من معنى، فهو يعنى أن الرئيس الأمريكي الذى على تواصل وثيق مع نتنياهو لا يدرى خطط إسرائيل العسكرية، خاصة ما يتعلق باقتحامها البرى، وهذا أمر يصعب قبوله في ظل الدعم الكبير والواسع الذى تقدمه الإدارة الأمريكية لإسرائيل، والذى منحها حق مناقشة التفاصيل المتعلقة بتلك الحرب، ومنها بالقطع الموعد الذى تراه إسرائيل لنهاية تلك الحرب.


ولذلك قد يكون المعنى الأرجح لعدم معرفة بايدن بموعد انتهاء الحرب هو عدم معرفته -ومن قبله الإسرائيليين- بمدى قدرة حماس وغيرها من المنظمات المسلحة الأخرى على الاستمرار في المقاومة، ومدى قدرة القوات الإسرائيلية على تحمل تكلفة الحرب البشرية.

 

وهذا قد يبدو مقبولا لأن الإسرائيليين ومعهم الأمريكيون في الغالب كانوا يراهنون على تآكل قدرات حماس والمنظمات  الفلسطينية الأخرى المسلحة. في وقت غير طويل بعد كل هذا التدمير الذى لحق بكل مقومات الحياة في قطاع غزة، والذى بلغ ذروته باقتحام المستشفيات وإغلاقها. 

 

غير أنهم فوجئوا بأن رهانهم أخفق وأنهم مازالوا يواجهون مقاومة تعد ضارية حتى الآن، ولذلك باتوا يتشككون في تقديراتهم الخاصة بتطورات الحرب التى لم يتمنوا بعد مرور نحو ستة أسابيع لم تمكنهم من الوصول إلى أسير إسرائيلي واحد، ولو طفلا، من الموجودين فى قبضة حماس أو الجهاد.

 

 

ولذلك الرئيس الأمريكي قال الحق بالفعل عندما أكد أنه لا يعرف متى تنتهى هذه الحرب فعلا، رغم أنه كان يأمل أن ينهيها الإسرائيليون مع نهاية هذا الشهر بسبب ضغوط الرأي العام الأمريكي والدولى. 

الجريدة الرسمية