رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة غزة تكتب شهادة وفاة النظام الدولى!

على مدى عقود والغرب يصدعنا بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.. حتى رأى العالم كله ما يحدث في غزة من  جرائم حرب إسرائيلية ترتكب جهارًا نهارًا وعلى الشاشات بدعم غربي مفضوح، حتى  أن رد الفعل الإسرائيلي تجاوز كما قالت مصر دائرة الدفاع عن النفس؛ إلى الانتقام الأعمى من المدنيين الأبرياء والإبادة الجماعية بحقهم.. 

 

عبر قطع منظم ومقصود لإمدادات المياه والغذاء والوقوف والاستهداف الغاشم لأحياء وعائلات اختفت بكاملها من سجلات الحياة.. فأين حقوق الإنسان.. أم أن العربي والفلسطينى لا حقوق لهم.. أم أن جرائم إسرائيل في غزة تكتب شهادة وفادة النظام الدولى؟!

 

ما يحدث في غزة تحديدًا، وفي أرض فلسطين المحتلة كلها يكتب شهادة وفاة المنظومة الدولية برمتها، ويكشف تواطؤ المصالح الإمبريالية الغربية التي تجعل الدول والشعوب المستضعفة مجرد بيادق على رقعة شطرنج يجرى تحريكها وفقًا لمصالح الدول الكبرى.. 

 

فإذا تعلق الأمر بانتهاك الحق في الحياة للعرب والمسلمين فلا تحدثنى عن حقوق الإنسان وحرياته، بينما إذا انتهكت حقوق القطط في الغرب تألم ضميره وانتفض دفاعًا عن حقوق الحيوان! الغرب لا يعترف إلا بحقوق شعوبه ومصالح دوله.. 

حقوق الشعب الفلسطينيى

 

مصالح الدول الكبرى وربيبتها إسرائيل تلك الدولة الوظيفية الاستعمارية العنصرية التي جرت إقامتها على أنقاض الحق الفلسطيني، إبان الانتداب البريطاني على أرض فلسطين في القرن الماضى هي التي تتحرك لأجلها حاملات الطائرات والبوارج البحرية، وتفتح  لأجلها مخازن السلاح الغربية..

 

ومن ثم فلا عجب أن يتوافد قادة الغرب وأولهم الرئيس الأمريكي بايدن على تل أبيب معلنين الدعم الكامل والمساندة التامة بحسبانها ركيزة وحارسة المشروع الغربي في المنطقة؛ وهو ما وفر لها غطاء سياسيًا وعسكريًا ومنحها ضوءًا أخضر لارتكاب مزيد من المجازر الوحشية وجرائم الحرب الجماعية في حق أهالى غزة دون رقيب ولا حسيب.. 

 

وفي ظل موقف عربي ضعيف متقاعس، دون أن يسأل الغرب ضميره أين حقوق الشعب الفلسطينيى.. أين القانون الإنساني الدولى.. وأين اتفاقيات جنيف الأربعة.. وإلى متى يقف مجلس الأمن الدولى وهو الجهة الدولية المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين مما يجرى في غزة من جرائم حرب وإبادة جماعية باعتراف الأمم المتحدة نفسها؟!

 

السكوت الدولى شجع إسرائيل ويمينها المتطرف للمضى قدمًا في تدمير غزة وإبادة شعبها.. ومن ثم فلم يكن مستغربًا أن يخرج وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو بتصريحات شوفينية يقول فيها إن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة أحد الخيارات لتحقيق هدف القضاء على حركة حماس.. 

 

 

بل هى نتاج طبيعي لعقلية التطرف التي تحكم تل أبيب والتي وصلت لحد الجنون؛ وأعرب إلياهو أيضا عن اعتراضه على السماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، وقال: "نحن لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين"، معتبرا أنه "لا يوجد شيء إسمه مدنيون غير متورطين في غزة".. فإذا لم تكن تلك هي العنصرية فماذا نسميها؟!

الجريدة الرسمية