أي إسرائيل تريدون.. وأين العرب؟!
لا الغرب على قلب رجل واحد ولا الشرق أيضًا.. فطوفان الأقصى كان كاشقًا للمواقف، ومسقطًا لأوراق التوت الأخيرة التي كشفت سوآت ما كان أشد المتشائمين يتوقعها خصوصًا في الصف العربي.
ورغم اختلافي مع كثير من مواقف واتجاهات الدكتور محمد البرادعى.. لكنى أجد ما قاله أخيرًا على صفحته الرسمية بموقع التغريدات القصيرة "تويتر سابقا" (إكس) حاليًا له وجاهة في هذه المرحلة الفارقة من عمر الصراع العربي الإسرائيلي؛ يقول رئيس وكالة الطاقة النووية الأسبق إن “هناك مقولة ثابتة ومتكررة من الولايات المتحدة وأوروبا: إسرائيل لها الحق في الوجود والحق في الدفاع عن نفسها”.
ولكن هذه ليست القضية الآن.. لقد اعترف العالم كله تقريبًا (166 دولة) بدولة إسرائيل. وأعربت جميع الدول العربية في المبادرة العربية لعام 2002 عن استعدادها لإقامة علاقات كاملة وطبيعية مع إسرائيل.. والأمر نفسه بالنسبة للسلطة الوطنية الفلسطينية عندما قبلت اتفاقات أوسلو عام 1993.
أضاف البرادعي السؤال الحقيقي الآن مختلف تماما: أي إسرائيل تدافع عن نفسها؟ هل هي إسرائيل داخل حدود 67 كما نص عليها قرار مجلس الأمن رقم 242 (1967) وقبلته إسرائيل وجيرانها العرب والداعي إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في النزاع الأخير"؟.. أم هل هي إسرائيل دولة الاحتلال والفصل العنصري؟
وبعبارة أخرى، هل تمارس إسرائيل الحق في الدفاع عن النفس في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة أم أنها ببساطة تدافع عن الحق في الاحتلال غير الشرعي وغير الأخلاقي؟
حقوق الفلسطينيين
أسئلة وجيهة تكتسب أهميتها لصدورها من رجل عمل في الغرب سنين عدة وربما يكون مسموعًا فيه، ويعرف اللغة التي يفهمها هذا الغرب.. وهي أسئلة جوهرية ومفصلية؛ فالعرب حكومات وشعوبًا، لا يسعون لإبادة إسرائيل العنصرية، ولا يستخدمون كما تفعل هي أسلحة شديدة الفتك والتدمير للبشر والحجر لكنهم يسعون للحفاظ على الحياة فقط..
ومن العيب أن يناصر بعض اليهود حقوق الفلسطينيين في مواجهة تل أبيب بينما بعض العرب والمطبعين على وجه الخصوص ينكرون على المقاومة أن تسعى لرد الاعتداء الإسرائيلي الهمجي المتواصل منذ اغتصاب الأرض قبل 75 عامًا وتهجير ملايين الفلسطينيين الذين خرجوا ولم يعودوا حتى هذه اللحظة..
رغم عشرات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لصالح أهل فلسطين ثم باتت مجرد حبر على ورق.. فكيف ننكر على المغتصبة أرضه أن يقاوم ليعيش بينما يقف البعض في صف المستوطنين الغاصبين لأرض فلسطين.. فأين أنت يا حمرة الخجل؟!
وإني أتساءل: أي إسرائيل تلك التي يريدها الغرب وعلى رأسه أمريكا، ومن خلفها أوروبا التي تجاهر بمناصرة إسرائيل رغم ما ترتكبه من جرائم حرب ينتفض الشارع الغرب الآن ضدها بمظاهرات غير مسبوقة في التعاطف من الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يجري إبادته على أرضية الدولة اليهودية التي حكومات إسرائيل اليمينية المتطرفة لتكريسها في الأراضي المحتلة.
وللأسف بعض العرب يتجاهل هذه الحقائق ويجاهر بالتطبيع مع إسرائيل ولا يخجل من إدانة المقاومة التي وصفها أحد أساتذة التاريخ اليهود بأنها حركات تحرر!
قادة الغرب أعلنوها صراحة: إسرائيل يجب أن تبقى وتدافع عن نفسها.. فأين قادة العرب.. وهل لديهم إجابة حاسمة على سؤال مفصلى أطلقه الدكتور مأمون فندى على تويتر: أيضا يقول: ما الدولة التي تتمتع اليوم بالغموض الاستراتيجي الكافي الذي يجعلها اللاعب الحاسم في اليوم التالي لنهاية حرب غزة؟
هل نجد لهذا السؤال إجابة قاطعة؟ وهل نعلم أن هذه أضعف حالات إسرائيل وحتى أمريكا ذاتها؟ فماذا ننتظر لمنع تصفية القضية ونحن نملك أوراق ضغط لا نفكر حتى في استخدامها؟ فعن أي عروبة تتحدثون؟ وعن أي تاريخ تتحدثون؟!