رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

هوليوود وفلسطين تعاطف كثير وأفلام قليلة!

كما ذكرنا من قبل مرارًا وتكرارًا وأكدنا على دور الفن بمختلف فروعه وأنواعه في المجتمع باعتباره الضمير والمحرك والمفجر والداعم، خاصةً في أوقات الأزمات الكبرى والملمات الصعبة والحروب المصيرية، واستشهدنا بهذا الدور الحيوي والمهم وإن كان تراجع بشكل ملحوظ في العشرين عامًا الأخيرة، لأسباب عديدة ومتباينة سياسيًا واقتصاديا واجتماعيًا الذي لعبته الأغنية والسينما في قضية العرب الأولى والأزلية القضية الفلسطينية..

 

والصراع العربي الاسرائيلي وما نتج عنه من عدة حروب ومعارك بدايةً من حرب 1948 فالعدوان الثلاثي 1956 فكارثة 1967 ف نصر أكتوبر 1973 فاندلاع الانتفاضات الفلسطينية المتتالية حتى عملية طوفان الأقصى المستمرة للأسبوع الثالث حتى الآن، وهي العملية التي شهدت ومازالت صدى كبيرًا وتعاطفًا واسعًا من نجوم هوليوود على اختلاف انتماءاتهم وخلفياتهم وميولهم وأعمارهم بشكل لم يسبق له مثيل.

لا لإسرائيل


أصدر مؤخرًا أكثر من2000 فنان حول العالم بيانًا أدانوا فيه الحكومات الغربية لمساعدتها اسرائيل على ارتكاب جرائم حرب في غزة خلال عملية طوفان الأقصى، وطالبوا هذه الحكومات بإنهاء الدعم العسكري والسياسي للدولة العبرية.


ومن بين هؤلاء الفنانين يأتي الممثل الإيرلندي ليام كونينجهام أحد أبطال المسلسل الشهير صراع العروش، فمنذ بدء الهجمات والاعتداءات الاسرائيلية على غزة شارك كونينجهام رواد التواصل الاجتماعي عبر حساباته الشخصية صورًا وأخبارًا متتابعة لرصد ما يجري، كان أخرها فيديو للمسيرة السلمية التي خرجت في شوارع العاصمة الإيرلندية دبلن لتأييد فلسطين.


والممثلة الأمريكية الكبيرة الحاصلة على الأوسكار سوزان ساراندون معروف عنها دعمها لفلسطين، فهي تنشر يوميًا على صفحاتها على السوشيال ميديا رصدًا وإحصاءات القتلى الفلسطينين وفيديوهات تتحرى الدقة والأمانة في سبيل توعية وتصحيح الصورة الذهنية للشعوب الغربية التي تصدق روايات الإعلام الصهيونى.


ومن مواقف ساراندون المشرفة والمعبرة عن الضمائر الغربية الحية ما كتبته منذ عامين عبر السوشيال ميديا قائلة: 'لن تحصل اسراييل أبدًا على الأمن والأمان الحقيقيين من خلال قمع شعب آخر، السلام الحقيقي يمكن أن يحدث، لكن لن يتم بناؤه إلا على العدالة'.


وها هو الممثل الأمريكي جون كوزاك دعم فلسطين واستنكر أفعال قوات الاحتلال على السوشيال ميديا ولم يكتف بذلك بل شارك في المسيرة التي انطلقت بشيكاغو لمناصرة أهل غزة وأعقبها بتغريدة أكد فيها أنه لم يجد من المشاركين بالمسيرة إلا المطالبة بتحرير فلسطين دون أي دعوة إلى قتل اليهود أو سفك دماء المدنيين، وأضاف: والغريب أن الغرب يصف الفلسطينين بالإرهابيين جراء تلك المطالبات المشروعة!


والممثل والمخرج مارك رافالو الذي أدان الكيان الصهيونى أكثر من مرة على مدار السنوات الماضية، تعرض مؤخرًا إلى ردود فعل عنيفة من مناصري هذا الكيان، الأمر الذي دفعه إلى التراجع عن وصف ما ترتكبه إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني بلفظ الإبادة الجماعية، وإن لم يتوقف عن فعل الإدانة فوصف ما يجري بالأحداث المؤسفة.


والممثلة الانجليزية تيلدا سوينتون صاحبة جائزة أوسكار أفضل دور ثان شاركت عدد من فناني وصناع السينما في هوليوود مثل ماكسين بيك وستيف كوجان وميريام مارجوليس والمخرج مارك لي تغريدات وتصريحات تدعم فلسطين وتندد بدولة الاحتلال وتطالب بوقف إطلاق النار في غزة فورًا.


ومن المناصرين لأهل غزة أيضًا في مواجهة المحتلين الصهاينة.. المطرب الكندي جاستن بيبر والمطربة الأمريكية ليدي جاجا والممثلة الأمريكية إيما واتسون. وانتشرت منذ أيام قليلة
تغريدة للنجم العالمي ميل جيبسون على موقع X يقول فيها: النهاية قريبة وهم يعلمون ذلك ولهذا يدمرون كل شيء في طريقهم، وذلك قبل أن يتبين أنه لا يملك حساب على هذا الموقع ولكنه معروف عنه رفضه للكيان الصهيونى ودعمه لفلسطين ومحاربة اليهود له منذ فيلمه آلام المسيح عام 2004.


أفلام أجنبية عن القضية


عديد من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية الأمريكية والغربية تناولت القضية الفلسطينية والصراع بين المناضلين الابطال الفلسطينيين ودولة الاحتلال، القليل منها انتصر للقضية والقليل إتسم بالحياد في التناول وأغلبها صار في جانب المغتصب الصهيوني! ومن هذه الأفلام في الألفية الجديدة..


'ميونخ' إنتاج 2005 للمخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبرج وبطولة إيريك بانا، ويعرض الفيلم لمطاردة جهاز الموساد لأعضاء منظمة أيلول الأسود الفلسطينية المسؤولة عن تنفيذ عملية ميونخ خلال دورة الألعاب الاوليمبية عام 1972 في المدينة الألمانية والتي قتل فيها 11رياضيًا اسرائليًا وقد ترشح الفيلم لخمسة جوائز أوسكار.


'7 أيام في عنتيبي' إخراج البرازيلي جوزيه باديا وبطولة دانيال بروك وروزا موند بايك وإنتاج أمريكي بريطاني مشترك عام 2018، تدور أحداث الفيلم حول حادثة حقيقية وهي عملية مطار عنتيبي بأوغندا والتي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبمشاركة ثوار ألمان من الجيش الأحمر..

 

حيث تم اختطاف طائرة فرنسية أقلعت من مطار أثبتا حتى وصلت إلى مطار عنتيبي عام 1976 وعلى متنها عدد كبير من اليهود، حيث طالب المختطفون بفدية 5 مليون دولار وإطلاق سراح 53 أسيرًا فلسطينيًا، وقد أغضب الفيلم الصحافة الاسرائيلية وبصفة خاصة بنيامين نتنياهو لكونه لم ينصف شقيقه الأكبر الكولونيل جوناثان الذي قتل في العملية!


'بيروت' إنتاج 2018 وإخراج براد أندرسون وبطولة جون هام وروزا موند بايك، وهو عن عملية اختطاف نفذتها مجموعة فلسطينية لعميل مخابرات أمريكية في بيروت إبان الحرب الأهلية اللبنانية.
'الآمير الأخضر' وهو فيلم وثائقي ألماني إسرائيلي بريطاني يتقصى وثائقيًا ودراميًا قصة القيادي في حركة حماس مصعب حسن يوسف الذى تم تجنيده من قبل جهاز الشاباك الاسرائيلي، وأحبط العديد من عمليات المقاومة أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

 


وأخيرًا هل بعد إنتهاء عملية طوفان الأقصى من الممكن أن يتحرك ضمير بعض صناع السينما في الغرب ونشاهد أفلامًا حيادية ترصد الحقيقة وتبرز جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل؟ أم سيغضون الطرف كما فعلت وتفعل دائمًا أمريكا وأتباعها من الدول الغربية؟

الجريدة الرسمية