بصراحة لا!
هل كان التواجد العربى في مؤتمر القاهرة للسلام الذى عقد أمس هو الذى انتظره المصريون؟!
بصراحة لا! لقد كان المصريون يتوقعون حضورا أكبر للقادة العرب، وأن يكون هذا الحضور فاعلا أكثر، لأن هذا المؤتمر أرادته مصر مجالا لممارسة ضغوط مكثفة على أمريكا ودوّل أوروبا التى دعمت إسرائيل وعدوانها الوحشى على أهالى غزة..
بينما اكتفت بعض الدول العربية بتمثيل أقل في المستوى وغابت دول أخرى كان المصريون يتوقعون أن تتسابق في حضور هذا المؤتمر والتعبير عن موقف حازم ضد العدوان الاسرائيلى الوحشى على غزة، يطالب بوقف هذا العدوان فورا وفض فورا الحصار الذى فرضته إسرائيل على أهل غزة. بمنع الماء والغزاء والكهرباء والوقود عنهم، والتصدى بقوة لخطة التهجير القسرى لفلسطيني غزة إلى سيناء، ثم الولوج إلى عملية سياسية لتنفيذ حل الدولتين.
نعم، لقد عبرت الدول العربية عن إدانتها لهذا العدوان ومطالبتها بوقفه وأيضًا رفض التهجير القسرى لفلسطيني عزة، ولكن احتشاد قادتها في مؤتمر القاهرة للسلام كان له تأثير وفعالية أكبر لوقف هذا العدوان..
وهذا ما أرادته القاهرة بدعوتها له، لانه كان سيرسل رسالة قوية للأمريكان والأوربيين الذين يدعمون إسرائيل أن العرب اجتمعوا جميعا لوقف هذا العدوان، وإنهم مصرون على ذلك وأن البيانات التى أصدرتها دولهم وتندد به تعنيها، وأنها لن تسكت على استمراره.
إن احتشاد العرب وعلى أعلى مستوى في مؤتمر القاهرة للسلام كان فرصة لإظهار ما يملكه العرب من قوة لم يستخدموها بعد لحماية أمنهم القومى، ولكن لم يستغلوها كما يجب لآن روح التنافس الاقليمى ما برحت تسيطر على العلاقات العربية العربية وتعطل أعمال عناصر القوة العربية.