رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا المؤتمر الدولى للسلام؟!

في ذات اليوم الذى تم دخول عدد من شاحنات المساعدات المصرية عبر معبر رفح الفلسطيني غزة عقدت قمة السلام التى دعت اليها مصر.. وكأن الأمر يحمل رسالة واضحة مؤداها أن الحل الإنساني للأزمة لا يكفى وإنما الأمر يحتاج لحل سياسي لها يتعين أن يكون عادلا، أى يتيح للفلسطينيين التخلص من الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة على أراضى ما قبل يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

 
نعم هناك حاجة ماسة وضرورية لتقديم مزيد من المساعدات التالية لغزة، وألا يقتصر الأمر على الشاحنات العشرين التى دخلت فعلا إلى غزة تطبيقا لاتفاق توصل إليه الأمريكان مع الأسرائيليين، وهذا ما طالب به الأمين العام للأمم المتحدة أمس من رفح، وطالبت به القاهرة بشكل متكرر.. ولكن الصدام العسكرى لن ينته حتى بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تهدئة جديدة..

 

وإنما لا سبيل لمنع إنفجار القطاع وكل الأراضى الفلسطينية إلا بالتوصل إلى حل سياسي يتم التوصل إليه عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تتمخض في نهاية المطاف عن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.. وهذا ما تتبناه مصر.

 
مصر تطالب بوصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم ووقف إطلاق النار بعد التدمير الكبير الذى طال قطاع غزة، وتجاوز ثلث المبانى به، لكننا نطالب أيضا بإنهاء الجمود الذى إكتنف منذ سنوات المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الفلسطينية.

 
وقد جاء عقد المؤتمر الدولى للسلام في هذا السياق والإطار، لتنبيه القوى الدولية التى تحارب بشكل سافر لإسرائيل لخطورة موقفهم المنحاز هذا، ولحشد أصوات عربية واقليمية ضاغطة عليهم لوقف المجزرة الاسرائيلية تجاه فلسطيني غزة، وبدء التحرك سياسيا حتى لا نفاجأ بعد وقت -طال أو قصر- لصدام عسكرى جديد.

 


إن هذا المؤتمر أرادته القاهرة هو ألية ضغط لدعم الفلسطينيين وحماية قضيتهم من التصفية، بل وتحريكها سياسيا في إتجاه التوصل لحل عادل لها. 

الجريدة الرسمية