خفض الأسعار صحوة.. نرجو لها الاستمرار!
تقوى الأوطان بالاستقرار.. وتستقر الأوطان حين يرتفع منسوب الرضا لدى كل مواطن.. ويرتفع هذا المنسوب أو يزل في مستويات آمنة إذا عم الشعور بسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.. هنا تتوحد الرايات وتأتلف القلوب ويصبح الوطن في اقوى حالات التماسك والمناعة..
ولعل أعظم ما نستلهمه من ذكريات نصر أكتوبر1973 هو ما كان عليه المصريون بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وقتها من توحد خلف راية الوطن، لدرجة أن تلك الأيام المجيدة، أيام الحرب لم تسجل أقسام الشرطة حالة سرقة واحدة، رغم ضيق الأحوال بسبب نفقات الحرب وتكلفتها الباهظة..
والسؤال: هل نحن في حال تشبه ما كنا عليه أيام النصر العظيم.. أم أننا في حاجة ماسة لاستعادة تلك الروح لاسيما ونحن أمة العرب نواجه عواصف دولية تمثل تهديدا وجوديا على حدوديا وربما داخل تلك الحدود..
ما أحوجنا في هذه الأيام التي تشهد توترات وحرب إبادة تشنها إسرائيل على أشقائنا في فلسطين بشهادة الأمم المتحدة التي لم يعد دور ولا تأثير، ناهيك عما تعيشه دول الجوار من اضطرابات في الغرب وفي الجنوب حيث الانقسام والصراعات بين الأشقاء في السودان.
ويبدو طبيعيًا في أجواء ملتهبة كهذه أن تكون الأولوية هي الحرص على الاستقرار في مصر؛ فالبلد لا يحتمل أي انقسام أو استقطاب، بل ينبغي التدقيق في كل ما نسمعه ونتلقاه عبر وسائل الميديا المختلفة، حتى لا نعطى الفرصة للمتربصين بمصر من كل جانب.
إستقرار الأسعار
وحسنًا فعلت الحكومة حين خرج رئيسها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بتصريحات مطمئنة للشعب بأنه جرى التوافق على خفض 7 سلع أساسية بنسب تتراوح بين 15 و25 % وهى: "السكر - الزيت- العدس- الفول- الألبان والجبن- المكرونة"..
وقد دخل هذا القرار حيز التنفيذ من اليوم ونرجو أن يستمر بحلول من خارج الصندوق، وأن تظل أهم قضية للحكومة خلال الفترة المقبلة هى مواجهة قضية التضخم، وارتفاع أسعار السلع الغذائية وإحكام الرقابة على الأسواق.
صحيح أن التضخم ظاهرة عالمية تحاول كل دولة التعامل معها بدرجة أو بأخرى لكن ما يحدث عندنا يكاد يكون انفلاتًا في الأسعار يشعر به كل من يعيش على أرض مصر؛ فثمة جشع من بعض التجار يقابله ضعف السيطرة على الأسواق، رغم المبادرات العديدة التي تبنتها الدولة لتخفيف الأعباء عن المواطنين..
وما نرجو أن تتحقق وعود وتعهدات رئيس الوزراء ليس لفترة محدودة بل لتحقيق الاستدامة في استقرار الأسعار والأسواق بزيادة الإنتاج المحلى، وخصوصًا من السلع الاستراتيجية وعلى رأسها القمح والأرز والسكر والزيت أكثر السلع التي لا يستغنى عنها المواطن في حياته اليومية.
استقرار الأسعار خطوة مهمة لها ما بعدها في طمأنة الشارع وجمع القلوب ووحدة الصف على هدف واحد؛ وهو الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمنى الذي تنعم به مصر رغم غلاء الأسعار الذي لا ينكره أحدٌ..
خصوصًا ونحن على أبواب انتخابات رئاسية نرجو أن تشهد مشاركة فعالة، وإيجابية من المواطنين والاحتشاد بكثافة أمام الصناديق لنقدم للعالم صورة مشرفة في الوعي وحرية الاختيار بنزاهة ومصداقية.
الانتخابات فرصة للتنافس السياسي وفرصة للأحزاب أن تنشط وتجمع شتاتها وتنزل للشارع لإقناع الناخب بجدوى برامجها، التي ينبغي أن تقدم حلولًا للمشكلات المستعصية لا أن تكون مجرد صوتًا رافضًا للواقع دون أن تقدم بديلًا مقبولًا أو حلولًا واقعية..
الفرصة قائمة لعلاج ضعف الأحزاب التي لا يكاد الشارع يعرف إسم حزبين أو ثلاثة منها ناهيك أن يفهم الفرق بينها ولا أهدافها وما قامت من أجل تحقيقه في حياة الناس.. صدقت الحلول ممكنة إذا خلصت النوايا!