الأزهر الشريف.. في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية!
الأزهر وشيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أثلج صدر كل عربي ببيانه المؤازر والمحفز والداعم للمقاومة الفلسطينية.. ففي الوقت الذي توحد الغرب بحكوماته وقادته وإعلامه خلف إسرائيل المحتلة دفاعًا وتمويلًا وتسليحًا وإدانة لمقاومة شعب عربي أعزل مسلوب الأرض والحق يجري ارتكاب جرائم حرب كل دقيقة في حقه.
قطعًا للمياه والكهرباء والغذاء عنه، وتدميرًا لبنيته التحتية ومساكنه وحتى عربات الإسعاف والمسعفين الذين لقى بعضهم حتفه أثناء إنقاذ ضحايا العدوان على غزة الصامدة، التي تكالبت عليها قوى العدوان والتضليل والشر بقيادة أمريكية جاءت بحاملة طائرات عملاقة لمياه المتوسط إرهابا للمقاومة أصحاب الأرض، التي كتبت تاريخًا مجيدا حين أذلت بعتاد وسلاح بسيط وروح فولاذية جيشًا متغطرسًا.
تصفية القضية الفلسطينية
بيان الأزهر الشريف جاء في وقته منبهًا لخطورة تفريغ غزة من أهلها لتنفيذ مخطط لئيم يجري التلميح به تارة والتصريح به تارة أخرى بخلق وطن قومي بديل على حساب أرضنا الطاهرة سيناء الحبيبة، الأمر الذي ترفضه مصر قيادة وشعبًا.
الأزهر الشريف جدد تحيته لصمود أبناء فلسطين العزيزة، وتقديره لتشبثهم بأرضهم الغالية، وتمسكهم بالبقاء فوق ترابها، مهما كان الثمن والتضحيات، فالأرض أمومةٌ وعِرضٌ وشرفٌ.. رسالة الأزهر لأولئك المتمسكين بأرضهم كانت قاطعة حاسمة حيث توجه إليهم بقوله: "إنه خيرٌ لكم أن تموتوا على أرضكم فرسانًا وأبطالًا وشهداءَ من أن تتركوها حمًى مستباحًا للمستعمرين الغاصبين، واعلموا أن في ترك أراضيكم موتًا لقضيتكم وقضيتنا وزوالها إلى الأبد".
هذا هو بيت القصيد ترك الشعب الفلسطيني لأرضه تحت ضربات العدوان الغاشم بأسلحة فتاكة وربما محرمة دوليًا (سيتضح ذلك في قادم الأيام) هو تصفية للقضية المركزية للعرب؛ قضية فلسطين.
وفي ظل تكالب الغرب بإعلامه وساسته على المقاومة الفلسطينية فقد طالب الأزهر الحكوماتِ العربيةَ والإسلاميةَ باتخاذ موقف جادٍّ وموحدٍ في وجه هذا الالتفاف الغربي اللاإنساني الداعم لاستباحة الصهاينة لكل حقوق الفلسطينيين المدنيين الأبرياء، وإجراء تحقيق دولي في جرائم حرب الكيان الصهيوني التي ارتكبها -ولا يزال- في حق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة المحاصر والمعزول.
الأزهر دعا الدول العربية والإسلامية، بأن تستشعرَ واجبها ومسئولياتها الدينية والتَّاريخية، وتسارع إلى تقديم المساعدات الإنسانيَّة والإغاثية على وجه السرعةِ، وضمان عبورها إلى الشعبِ الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدًا بوضوح أن دعم الفلسطينيين المدنيين الأبرياء من خلال القنوات الرسميَّة هو واجبٌ دينيٌّ وشرعيٌّ، والتزامٌ أخلاقيٌّ وإنسانيٌّ، وأن التاريخ لن يرحم المتقاعسين المتخاذلين عن هذا الواجب.
الشعب الفلسطينى ومقاومته الباسلة في حاجة لدعم كل عربي ومسلم بل وكل حر وشريف في أي دولة حول العالم.. وحتى يحدث ذلك لابد من تبنى خطاب إعلامي يقنع الخارج، ويجذب الرأي العام العالمي لدعم أصحاب الحق الفلسطيني..
جرائم حرب
خطاب يبين بوضوح كيف يتم استهداف المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال والشيوخ العزل وقصف المستشفيات والأسواق وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس التي يأوي إليها المدنيونَ، وكيف يجرى حصارَ خانق لقطاع غزة بصورة غير إنسانية، واستخدامَ الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليًّا وأخلاقيًّا، وقطعَ الكهرباء والمياه، ومنعَ وصول إمداداتِ الطعام والغذاء والمساعدات الإنسانية والإغاثية عن قطاع غزة..
وبخاصة المستشفيات والمراكز الصحية؛ فكلُّ ذلك هو إبادةٌ جماعيةٌ، وجرائمُ حربٍ مكتملةُ الأركان، ووصمةُ عار يسطِّرُها التاريخ بعبارات الخزي والعار على جبين الصهاينة وداعميهم ومَن يقف خلفَهم.. كما قال بيان الأزهر الشريف.
وحسنًا فعل الأزهر الشريف حين نبه إلى أن الدعم الغربي اللا محدود واللا إنساني للكيان الصهيوني ومباركةَ جرائمه وما نراه من تغطيات إعلامية غربية متعصبة ومتحيزة ضد فلسطين وأهلها، هي أكاذيبُ تفضحُ دعاوى الحريات التي يدَّعي الغرب أنه يحمل لواءها ويحميها..
وتؤكِّد سفسطائيةً في تزييف الحقائق والكيل بمكيالين وتضليل الرأي العام العالمي والتورط في دعم غطرسة القوة على الفلسطينيين المدنيين الأبرياء؛ وتفتح المجال واسعًا لارتكاب أبشع جرائم الإرهاب الصهيوني في فلسطين.
وليعلم العالم أجمع بل لتعلم الدنيا كلها أنَّ كلَّ احتلالٍ إلى زوالٍ، إن آجلًا أم عاجلًا، طال الأمد أم قصُر. ويبقى ألا نكتفى بالحديث عما سطرته المقاومة من ملاحم تاريخية هى بالقطع عظيمة.. لكن الأهم هو التركيز على ما يجب علينا فعله لنصرة غزة التي تتعرض للإبادة..
وهنا يحضرني ما فعله المقاوم الإعلامي والدبلوماسي السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط الذي نجح في التصدي للآلة الإعلامية الغربية الضخمة المجندة للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي، رافضًا الاستجابة لمحاولات جرجرته لإدانة فعل المقاومة..
ولم لا والسفير حسام زملط استشهد 6 من أفراد عائلته في القصف الإسرائيلي على غزة.. فأين سفارات أكثر من22 دولة عربية وإسلامية مما يجري ترويجه زورًا وبهتانًا في آلة الميديا الغربية التي تمارس ازدواجية وعنصرية مقيتة..
يا كل شعوب العرب والمسلمين وحكوماتهم اتحدوا في وجه الظلم الإسرائيلى المدجج بدعم غربي مفضوح.. وكفاكم تسويفًا ولا مبالاة.. فأهلنا في فلسطين هم حائط الصد الأول للأطماع الغربية والإسرائيلية.