تغيير إيجابي في فضائيات المتحدة.. وعقبال الصحافة!
هناك تطور إيجابي ملحوظ في المحتوى الإعلامي لقنوات ومنصات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية؛ فالفضائيات التابعة لها قامت بتعديل خريطة برامجها وتعاقدت مع إعلاميين مقبولين جماهيريًا وشعبيًا بدرجة ما، وهو ما يعنى أن ثمة إدراكًا لخطورة ترك الرأي العام ساحة تستبيحها قنوات مغرضة لا تكف عن التشكيك في كل شيء وفي كل عمل وفي كل رمز وطنى..
ولا تجد في المقابل إلا أصواتًا زاعقة لا تملك القدرة على إيقاف النزيف الإعلامي؛ لأنها تقدم خطابًا متهافتًا يفتقد للتنوع والإقناع ومن ثم يتضاءل تأثيره إعلاميًا؛ لا لشيء إلا أنها لا تملك إلا نبرة زاعقة من الجعير والسباب والهتاف أو الدفاع بلا منطق عن كل ما هو حكومى بالحق والباطل وهو ما يضع مصداقيتها على المحك دائمًا.
ما فعلته المتحدة للخدمات الاعلامية من تطوير جزئي له ما بعده ونرجو أن يمتد ليشمل كل القنوات التليفزيونية والمواقع والصحف الخاصة. أما الصحف القومية فلا تدخر الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي؛ وقطعا تراقب الهيئة أداء تلك الصحف وقياداتها وسوف تتدخل بالتغيير الإيجابي في الوقت المناسب لضخ دماء وأفكار جديدة في شرايين تلك المؤسسات المملوكة للدولة بحسبانها صمام أمان للأمن القومي.
التغيير والتجديد سنة الحياة ولا غنى عنه لاسيما من تعاظم التحديات التي تقتضي بكل الصحف قومية وحزبية وخاصة أن تواصل تطوير محتواها لإحداث التأثير المنشود في صناعة وعي حقيقي دائما ما يطالب به الرئيس السيسي في كل المناسبات..
تطوير المحتوى الإعلامي
فلا يفيد مثلا أن نرى صفحات الصحف وكأنها نسخة واحدة مكررة ربما بألفاظ ومانشيتات وملفات متشابهة.. وليس التطوير مسئولية الهيئة الوطنية للصحافة وحدها بل إن لنقابة الصحفيين دورا كبيرا في تطوير أداء الصحفي أيا كان موقعه..
والسؤال: هل لدى نقابة الصحفيين -التي انشغلت مؤخرًا بقضايا فرعية ومشكلات مفتعلة خرج بها للأسف أحد أعضاء مجلس النقابة للفضاء العام وللقنوات الفضائية مهاجمًا النقيب بصورة تأذى منها كثير من أعضاء الجمعية العمومية للصحفيين- خطة لاستعادة رونق مهنة تعاني صعوبات جمة؟!
ومتى سنجد تطويرًا ذا قيمة في محتوى الصحف الإلكترونية أو الورقية المطبوعة التي لا تزال تجد ملايين القراء في دول كثيرة منها الهند على سبيل المثال.. بينما تراجعت عندنا بصورة غير مسبوقة.. وتصارع للبقاء في ظل مخاطر جسيمة أدخلتها في نفق مظلم لا يعلم إلا الله متى وكيف ستخرج منه؟!
ما فعلته المتحدة للخدمات الاعلامية من تطوير وجذب وجوه جديدة لفضائياتها بتقديم برامج جديدة، مع تعديل مواعيد برامج أخرى، بالتزامن مع تطوير مماثل لمنصاتها الإلكترونية، حيث تعاقدت مثلًا مع الإعلامى أسامة كمال، للعودة عبر شاشة DMC، ببرنامج توك شو هو مساء دى إم سى..
كما أعلنت قنوات ON عن انتقال الإعلامية الكبيرة منى الشاذلى إلى شاشتها، لتقدم من خلالها برنامجها الناجح معكم، الذي استمر لسنوات على شاشة CBC، وقدم مئات الحلقات المؤثرة التى استضافت عشرات من نجوم الصف الأول.. كما تعاقدت المتحدة للخدمات الاعلامية مع الإعلامى خالد أبوبكر، لتقديم برنامج جديد على إحدى شاشاتها.. مثل هذه الإجراءات تحدث بلا شك زخما وتفاعلا وتغييرا ربما يستعيد المشاهدين الذي عزفوا عن الفضائيات المصرية.
رأيي أن كل تطوير في المحتوى الإعلامي هو مكسب يستعيد به إعلامنا الريادة والتأثير ليس في الشارع المصري فقط بل في الرأي العام العربي والدولى الذي تراجع تأثيرنا فيه بصورة ملحوظة.. ويبقى أن الصحافة لا تجد اهتمامًا بتطويرها حتى تدهورت وساءت أحوالها لدرجة لا يصح السكوت عليها إن أردنا صون الرأي العام وحماية أمننا القومى، بحسبانها- قومية وخاصة- وصمام الأمن القومي وحارسة على القيم المجتمعية وعين الشعب على أداء الحكومة والبرلمان..
صدقونى استعادة الصحافة الحقيقية وإطلاقها على طريق التطوير والتأثير هو المخرج من نفق مظلم يخلق بيئة خصبة للشائعات وصناعة وعي زائف تبين في السنوات الأخيرة أنه الخطر الأكبر على هذا الوطن.