حركة مدنية أم حركة دينية؟!
في تصريحات لرئيس حزب المحافظين أكمل قرطام قال إن الحركة المدنية سوف تجتمع الأيام المقبلة لكى تتفق على مرشح واحد تقف وراءه وتدعمه من بين الشخصيات الثلاثة التى أبدت رغبتها في الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وهم أحمد طنطاوى الرئيس السابق لحزب الكرامة، وجميلة إسماعيل الرئيس الحالى لحزب الدستور، وفريد زهران الرئيس الحالى للحزب الديمقراطى الاجتماعى..
مشيرا إلى أن اختبار هذا المرشح سيتم استنادا لمعايير من بينها حظوظه الانتخابية.. وبغض النظر عن أن أحمد طنطاوى أبلغ أعضاء الحركةَ أنه سوف يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بدعمهم أو بدونه، فإن الأمر الذى يستحق وقفة فعلا هو أن يكون طنطاوى من بين المرشحين الذين تفاضل الحركة المدنية بينهم لاختيار مرشح واحد تدعمه..
رغم أن طنطاوى سبق أن أبلغ أعضاء الحركة بأنه ينوى بعد انتخابه إعادة إحياء جماعة الإخوان، استنادا كما قال للدستور الذى لا يسمح بإقصاء أحد يملك بطاقة رقم قومى مصرى!
إن الحركة المدنية نشأت كما يفصح اسمها لكى تمكن مدنيا من الحكم، والإخوان ينتمون إلى جماعة دينية كما يقولون وليست جماعة مدنية، وهذه الجماعةَ تستهدف إقامة حكم دينى في البلاد، فكيف تختار الحركة المدنية مرشحا ينوى إعادة إحياء هذه الجماعة التى يلقى دعمها الإعلامى والسياسى والبشرى أيضا من خلال الكوادر الإخوانية التى تضمها حملته الانتخابية؟!
هل المدنية تعنى فقط في عرف بعض أعضاء الحركة المدنية إبعاد من كانت خلفيتهم عسكرية عن الحكم، ببنما الذين ينتمون لجماعة دينية لا يتعارض وجودهم في الحكم مع الحكم المدنى؟! أو هل نحن بصدد حركة مدنية بالفعل أم أنها بأتت حركة دينية؟
أعرف أن هناك أحزابا داخل الحركة المدنية ترفض ما أعلنه طنطاوى عن إحياء الجماعة مجددا، ولكننى أعرف أيضا أن هناك من سكتوا على ما قاله طنطاوى ولم يرفضوه علنا وبشكل حاسم وصريح، وهنا تحيط بالمدنية الشكوك!