كفانا عبثا!
قبل أن أخلد للنوم ليلة أمس عقدت العزم على كتابة مقال اليوم عن الجمعية الأهلية التى أسسها عضو بمجلس نقابة الصحفيين تحت نظر بقية أعضاء المجلس والنقيب مع أنها تستلب دور النقابة! وعندما استيقظت صباح اليوم وجدت أن ما يستحق الكتابة أكثر هو قرار أحمد طنطاوى تعليق حملته الانتخابية مؤقتا لأنه لم يظفر سوى بتوكيلين فقط..
رغم أنه كان يتباهى من قبل بقدرته على حشد المؤيدين له، ولا يحتاج مساعدة رفاق الحركة المدنية.. لكننى عندما طالعت بيان محمد السادات الموجه لقواتنا المسلحة لتقوم پالإشراف على الانتخابات الرئاسية لضمان تنافسيتها قررت أن أخصص عمودى لتناوله بالتعليق!
فإن محمد السادات المحسوب على حركة المعارضة المدنية، والتى تدعو منذ أن تأسست لأن يكون رئيس الجمهورية شخصا مدنيا وليس عسكريا أو له خلفية عسكرية، وتسعى من وقتها للتوافق على مرشح مدنى لانتخابات الرئاسة المقبلة، وتتبنى أيضا تحجيم دور القوات المسلحة في مهام حماية الأرض ومواجهة الأخطار الخارجية..
لكن الرجل بدعوته القوات المسلحة للإشراف على الانتخابات الرئاسية يتخلى عن كل ذلك.. صحيح أنه في السابق تحدث عن رغبته في ترشيح شخصية ذات خلفية عسكرية، إلا أن دعوته الجديدة تمنح القوات المسلحة دورا سياسيا سبق أن عارضه، مثلما عارض دورها الاقتصادى أيضا!
لذلك فان دعوته الجديدة تثير الريبة، وتسهم في إثارة الشكوك مبكرا في الانتخابات المقبلة والتشويش عليها، وهو تشويش يطالنا جميعا.
إن ما يطرحه السادات لا يختلف كثيرا عما طرحه عماد جاد حول فترة انتقالية جديدة يتولى الرئاسة فيها شخصية ذات خلفية عسكرية، والذى سبق أن تناولته بالرفض في هذا العمود لأنه يعيدنا سنوات طويلة إلى الوراء.. وهو يشى بمعنى لا يمكن تجاهله ويتمثل في التخبط الذى تعانى منه المعارضة المدنية..
إن قواتنا المسلحة عندما أدت دورها الوطنى عام 2013 كانت تحمى الدولة المصرية من الانهيار وتحمى المجتمع المصرى من الاقتتال، ولكنها لم تتدخل في مجريات المرحلة الانتقالية التى تولى الرئاسة فيها المستشار عدلى منصور، ولا فى الانتخابات التى جرت في نهايتها.. فكفانا عبثا يا أصحاب المقترحات الغريبة!