رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

انطلاقة قوية لمهرجان الغردقة لسينما الشباب رغم المعوقات!

البدايات غالبًا ما تنبئ عن الخطوات التالية وتحدد المسارات وتبشر بالنجاحات أو الإخفاقات 
المستقبلية، فمن تكون بدايته قوية وواعدة غالبًا ما يحقق مكانة مرموقة والعكس صحيح، وذلك ينطبق على كل مجالات العمل على اختلافها وتباينها، وعلى مدار عملي الصحفي في مجال الفن تحديدًا والممتد لأكثر من 30 عامًا حتى الآن، كنت معاصرًا وشاهدًا على العديد والعديد من المشاريع الفنية سواء التي اكتملت أو التي لم تكتمل، وعلى ظهور فنانين وفنانات منهم من وصل للنجومية ومنهم من اختفى فجأة ومنهم من وقف عند حدود معينة لم يستطع تجاوزها..  

Advertisements

 

ونفس الحال بالنسبة للمهرجانات وما أكثرها في مصر حيث تقدر بأكثر من 40 مهرجانا معظمها محسوب على السينما! ولكن هيهات فلا يهتم السينمائيون والجمهور إلا بالقليل جدًا من هذه المهرجانات التي أطلقنا على أغلبها اسم مهرجانات السبوبة التي تهدف إلى البحث عن الشهرة والمكسب المادي دونما تحقيق أي فائدة فنية تذكر للسينما والسينمائيين!


ورغم ذلك لا يمكن إنكار أن هناك جهودا حثيثة ومخلصة بذلت وما زالت تبذل من جانب مجموعة من السينمائيين والإعلاميين والنقاد والصحفيين والفنانين وعاشقي الفن السابع لإقامة مهرجانات سينمائية حقيقية تسعى لتطوير فن السينما شكلًا ومضمونًا، والارتقاء بهذا الفن الذي شهد تراجعًا مخيفًا في السنوات الأخيرة لأسباب لا يتسع المقال لشرحها.. 

 

ولعل أحدث هذه المهرجانات المبشرة هو مهرجان الغردقة لسينما الشباب الذي اختتمت فعاليات دورته الأولى بتوزيع جوائزه على الفائزين أول أمس بأحد المنتجعات الشهيرة بعروس البحر الأحمر وشهده عدد من نجوم الفن وصناع السينما من مصر والوطن العربي والأجانب والمحطات الفضائية والإعلاميين والصحفيين.. 

 

وحصد مهرجان الغردقة لسينما الشباب نجاحًا فنيًا وإعلاميًا ملحوظًا لم يكن متوقعًا بهذه الكيفية، نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي نكابدها جميعًا، والتي امتدت بالتأكيد لصناعة السينما بكافة مفرداتها ولكل العاملين بها، ولداعميها من رجال الأعمال ومن رعاة المهرجانات ومموليها، وهو ما تعاني منه أغلب المهرجانات، بما فيها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العريق والوحيد الذي يحمل الصفة الدولية بمنطقة الشرق الأوسط!


لماذا سينما الشباب؟


مصر دولة فتية وشابة حيث تصل نسبة الشباب بها إلى 60٪؜ من تعداد السكان في الفئة العمرية من 15 إلى 35 عامًا وفقًا لأحدث الإحصاءات الرسمية، إذن فهم يمثلون الحاضر والمستقبل، الأمل والطموح في آن واحد،  ومن هنا كان تفكير وقرار القائمين على مهرجان الغردقة لسينما الشباب بإقامة مهرجان لسينما الشباب صائبًا جدًا..

 

لإدراكهم أهمية وقيمة الشباب صناع المستقبل، مهرجان أبطاله الشباب من المبدعين في كافة فروعها ومعظم صناعه والعاملين به من الشباب وعن الشباب أحلامهم وطموحاتهم وهمومهم، حيث إن السينما من أهم وأفضل الوسائل التي يقبل عليها جميع الأعمار خاصةً الشباب الذي هو جمهورها الأول بلا منازع.. 

 

وهو ما تعكسه الأبحاث والإحصاءات واستطلاعات الرأي في كافة أنحاء العالم، ولهذا فهم يستحقون هذا المهرجان النوعي المتخصص الذي يحتضن أعمالهم ويبرزها ويشجعهم ويدعمهم ويعرض الأعمال التي تعبر عنهم وتتوجه لهم في المقام الأول.

 

حقائق وأرقام عن مهرجان الغردقة لسينما الشباب


5 أيام هي مدة انعقاد المهرجان في الفترة من 21 حتى 25 من سبتمبر الجاري.

3 تكريمات رئيسة قام بها المهرجان للفنان المصري هاني سلامة والفنانة السورية سلاف فواخرجي والمخرج والمنتج الأرميني جيفان أفتسيان.

3 مسابقات رسمية تضمنها المهرجان.. الأولى للفيلم الطويل روائي ووثائقي، والثانية للفيلم القصير،  والثالثة لأفلام ونسارع تخرج الطلبة.

8 عدد أفلام المسابقة الرسمية، ومن أهمها الفيلم الألماني للحراسة الليلية الذي حصد الجائزة الذهبية،  والفرنسي أبناء رمسيس الذي نال الجائزة الفضية ثم المصري السيرة العباسية صاحب الجائزة البرونزية، وضمت لجنة تحكيمها المخرج والمنتج الأرميني جيفان أفتسيان رئيسًا وعضوية الفنانة داليا البحيري والمخرج الجزائري صالح إسعاد.


20 فيلمًا تنافسوا في مسابقة الأفلام القصيرة التي تشكلت لجنة تحكيمها برئاسة المخرج والممثل الروسي رومان دوروفيف وعضوية الفنان صبري فواز والممثل السعودي عمر الجاسر، فاز فيها الفيلم المصري رسالة من مجهول بالجائزة الذهبية، فالفيلم السوري فوتوغرافي بالفضية وأخيرًا فيلم التحريك البرتغالي أنا مورفوس بالبرونزية.


23 عملًا شاركت في مسابقة أفلام الطلبة حصد من خلالها فيلم الدم عمره ما يبقى ميه الجائزة الذهبية.
10 دول عربية بجانب مصر تم تمثيلها في مسابقات المهرجان المختلفة هي المغرب والسعودية وسوريا والعراق ولبنان والسودان واليمن والكويت وسلطنة عمان والأردن.


14 جائزة منحها المهرجان في مسابقاته المختلفة منها جائزة استحدثها لأول مرة وهي الجائزة الخضراء لأفضل فيلم عن البيئة وتغير المناخ وذهبت لفيلم المصري بطارية ضعيفة للمخرج سامح ماهر.


عدد كبير من الندوات والمناقشات والورش شهدها المهرجان، منها ماستر كلاس للنجم القدير حسين فهمي وندوة بمناسبة مئوية ميلاد المخرج العالمي يوسف شاهين، حضرها بعض من تلاميذه ومن الفنانين الذين عملوا معه مثل صفية العمري ومحمود حميدة وأحمد وفيق وابن شقيقته المنتج جابي خوري إضافةً إلى الفنانة إلهام شاهين والمخرجين الكبيرين محمد وعمر عبدالعزيز وورشة الإخراج للمخرج الدكتور خالد بهجت.


الفنانة ميرنا وليد قدمت حفل افتتاح المهرجان وقامت ابنتها بالترجمة،  في حين تولى الفنان آمير شاهين المهمة في الختام وابنة شقيقته إلهام الصغيرة قامت بالترجمة.


5 رجال هم سبب وجود المهرجان ونجاحه رغم التحديات والمعوقات والبيروقراطية وضعف التمويل وندرة الرعاة، هم السيناريست محمد الباسوسي رئيس المهرجان، الكاتب الصحفي والناقد قدري الحجار مدير المهرجان، الكاتب الصحفي والناقد أحمد النجار مدير المركز الصحفي..

 

والسينمائي محمد سيد عبد الرحيم المدير الفني للمهرجان، الخبير السياحي حسام الشاعر رئيس مجلس إدارة مجموعة الفنادق والمنتجعات التي استضافت المهرجان في إحداها بالمدينة الساحرة الغردقة التي تستحق بالفعل أن يكون لها مهرجان يحمل اسمها.

 


أخيرًا رغم النجاح الجيد الذي تحقق للمهرجان في دورته الأولي إلا أن هذا لا ينفي وجود بعض الأخطاء التي وقع فيها المهرجان والتي نتمنى تلافيها في الدورات المقبلة إن شاء الله، في التنظيم خاصةً في حفل الختام الذي تأخر انطلاقه لأكثر من ساعة ونصف وفي بعض الندوات والمناقشات،  كما عاب المهرجان أيضًا قلة عدد الأفلام التي عرضت لاسيما أفلام المسابقة الرسمية الكبرى والأفلام التي خارج المسابقة.

الجريدة الرسمية