عودة مذيع!
لا شك أن عودة مذيع لشاشة التليفزيون بعد غياب تجاوز أربعة أعوام هو حدث مهم في حياته ولكنه لا يحدث نقلة في الإعلام يتطلع لها المشاهدون والمسؤولون أيضا.. فإن إحداث نقلة متقدمة في الإعلام يحتاج لحزمة من الاجراءات والأعمال..
نعم من بين هذه الإجراءات والأعمال الاستعانة بالكفاءات المهنية، سواء كانوا مذيعين أو معدين أو مراسلين أو مصورين أو مخرجين وفنيين، لكن يجب أن يسبق ذلك كله مع أهميته نهجا يؤمن فيه من يديرون الإعلام بأن من حق المشاهد أن يعلم، وبالتالى فإن الإعلام المؤثر في الناس هو الإعلام الذى يقدم ويوفر المعلومات الصحيحة والسليمة للناس وبأسلوب جاذب ومقنع لهم.
هذا النهج سوف يستدعى الكفاءات المهنية، وسوف يدفع وسائل الإعلام في التسابق لتقديم المعلومات الصحيحة للمشاهدين، فلا يلجأون إلى وسائل إعلام خارجية بحثا عنها، وهو ما يمنح وسائل إعلام مغرضة ومعادية لنا فرصة لترويج الأكاذيب والشائعات وتضليل الرأى العام.
وهذا النهج سوف يجعل من يديرون الإعلام يضعون في اعتبارهم الأول والأساسي المشاهد واحتياجاته في أن يعرف، ولذلك سوف يهتمون بأن تقدم وسائل إعلامنا المعلومات قبل غيرها من وسائل الإعلام سواء الصديقة أو المعادية.
وهذا النهج سوف يشجع الاستعانة بالذين يبادرون في عملهم ولا ينتظرون لأداء مسؤولياتهم انتظار التعليمات والتوجيهات والموافقات، إيثارا للسلامة، رغم أن الإعلام الناجح والمؤثر هو الذى يسبق غيره في الوصول إلى عين وأذن المشاهد..
وهكذا النهج هو الأمر الأهم لإحداث نقلة في الإعلام يتطلع إليها المشاهدون والمسؤولون معا.. فهذا النهج هو الذى سيغير من الأداء ومن المؤدين أيضا، وسيجعله جاذبا للناس ومؤثرا فيهم ومقنعا لهم وسيجعله الإعلام الأفضل داخل محيطنا الإقليمي.