لا تنسوا درس الأموال الساخنة!
منذ بضعة أيام قرر الفيدرالى الأمريكى تثبيت سعر الفائدة بعد سلسلة رفع لها منذ العام الماضى، وثمة توقعات بأنه سوف يخفضها لحماية الاقتصاد الأمريكى من الركود. وما يهمنا نحن أن ذلك سوف يحفز الأموال الساخنة على العودة لأسواق الاقتصاديات الناشئةً ومنها أسواقنا..
وأرجو ألا ينسينا ذلك الدرس القاسى الذى عانينا منه بسبب الهجرة المفاجئة لهذه الأموال الساخنة من أسواقنا، وهو ما صنع لنا أزمة حادة في النقد الأجنبي أفضت إلى تخفيض الجنيه المصرى للنصف، مما زاد من حدة التضخم..
فنحن اعتمدنا على هذه الأموال الساخنة في سد الفجوة الدولارية التى لدينا، وعندما هجرتنا بشكل مفاجئ صنعت لنا أزمة طارئة لم نخرج منها حتى الآن.. ففى غضون أيام قليلة خرج من أسواقنا أكثر من عشرين مليار دولار أموالا ساخنة، أى ما كان يساوى نحو ثلاثة أمثال عائد قناة السويس أو نحو نصف عائد صادراتنا، في وقت كنّا ملزمين بسداد نحو 20 مليار دولار أخرى قيمة أقساط وفوائد ديون خارجية مستحقة علينا وحان موعد سدادها.
ولذلك أرجو أن نكون قد وعينا الدرس كاملا، وألا نعود للاعتماد على تلك الأموال الساخنة في سد الفجوة الدولارية لدينا، وأن نعتمد على موارد حقيقية نحصل عليها نتيجة زيادة إنتاجنا وزيادة صادراتنا، حتى لا نجد أنفسنا معرضين لخروج مفاجئ جديد لتلك الأموال الساخنة من اسواقنا
بالطبع..
مرحبا بالأموال الساخنة، ولكن دون الاعتماد عليها كما فعلنا من قبل وورطنا أنفسنا في أزمة نقد أجنبي ودفعنا ثمنا اقتصاديا باهظا لتجاوزها.