هل يرضى المواطن بأداء جهاز حماية المستهلك؟!
في العالم المتقدم لا صوت يعلو فوق صوت المواطن؛ فرضاه هو غاية الحكومات والحفاظ على حقوقه وتمكينه اقتصاديا هو هدفها ومبتغاها.. ومن ثم قلما تجد شكوى فردية أو جماعية من الغش والاستغلال كما نراه عندنا في أسواق السلع والبضائع والخدمات على السواء..
انظروا مثلا إلى سوق الاتصالات ومرارة الشكوى من سوء أداء شركات المحمول والإنترنت والتي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي ويتعالى ضجيجها بين الناس.. دون حسيب ولا رقيب ولا مجيب.. كنا نرجو لو قام جهاز حماية المستهلك ولجنة حماية المستخدمين بعمل استطلاع رأي حقيقي يقيس رضاء المواطن عن أدائهما؟!
حماية المواطن
صحيح أن الدولة لا تدخر جهدًا في توسيع مظلة الحماية الاجتماعية ومساعدة الفئات الأكثر احتياجًا وتحسين حياة المواطنين برفع الأجور.. لكن هناك من يحاول امتصاص أي زيادة برفع في الأسعار بمناسبة وبغير مناسب وممارسة الاستغلال والجشع..
وهنا نتطلع لدور أكبر نسأل: أين الأجهزة الرقابية وخصوصا جهاز حماية المستهلك التابع لوزارة التموين الذي تشتد حاجة المواطن إلى جهوده في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة لتحقيق الاستقرار المنشود في الأسعار حتى لا تذهب حزمة القرارات الرئاسية الأخيرة سدى ويجرى تفريغها من مضمونها الذي أرادت الدولة من خلالها دعم المواطن في مواجهة التضخم المستورد..
فهل ينشط جهاز حماية المستهلك ليراقب الأسواق ويعاقب المتجاوزين والمغالين في الأسعار حتى لا يترك الناس فريسة في أفواه من يتربصون بكل زيادة في الأجور بزيادة أكبر في الأسعار.
أما لجنة حقوق المستخدمين التابعة للجهاز القومي للاتصالات فنسمع طحنا ولا نرى طحينا.. فماذا فعلت لحماية المستهلكين من تغول شركات الاتصالات التي خدمات محمول هى بالفعل الأقل جودة والأعلى سعرا ليس في المنطقة فحسب بل ربما في العالم أجمع دون مبالغة..
وكنا نرجو لو أن تلك اللجنة جعلت مصلحة المستهلك نصب عينيها في مواجهة شركات الاتصالات التي لا تنقطع الشكاوى من سوء خدماتها واحتكار الخدمة وتحقيق مكاسب طائلة في مقابل خدمات لا يرضى عنها المواطن..
صدقوني.. المواطن في حاجة لأن يشعر بأن هناك من ينحاز إليه ويدافع عن حقوقه ويحميه من الاستغلال حتى يطمئن ويأمن وترتاح نفسه.. وهذا دور مهم تنهض به أجهزة الرقابة وحماية المستهلك وحقوق المستخدمين.. فهل تنشط تلك الأجهزة المنوط بها حماية المواطن لدرء مخاطر الغلاء والاستغلال عن المواطن خصوصا في هذه الفترة الفارقة من عمر الوطن؟!