الإخوان وطنطاوي
رغم إعلان حلمى الجزار القيادى الإخواني دعم الإخوان لأحمد طنطاوي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإننى أتوقع ألا يمنح الإخوان كل أصواتهم الانتخابية له، وسوف يكتفون فقط بقدر من هذه الأصوات، وذلك لأكثر من سبب، ليس من بينها أن الدعم الإخواني لطنطاوي جاء من مجموعة محمود حسين فقط، ولم يشاركها فيه جماعة الكماليين التى تشاركها التواجد في تركيا، أو مجموعة إبراهيم منير في لندن.
إنما هناك سبب يمكن إدراجه في خانة الأمن التنظيمى للجماعة، فهى لا تريد بعد ما تعرضت له من ملاحقات أمنية أن تكشف عن حقيقة وجودها التنظيمى وحجمه، وعدد أعضائها الكامنين والمتعاطفين معها في الخفاء حتى لا يتعرضوا للملاحقة الأمنية..
وهناك سبب آخر يرتبط بأهداف الجماعة الحقيقية المتمثلة في السيطرة على المجتمع المصري كله، بعد الإمساك بالحكم في البلاد.. فهى لا يمكن أن تسهم في إيصال أحد من غير أعضاء الجماعة إلى الحكم الذى تتطلع إلى أن تستأثر به وحدها دون غيرها، حتى ولو كان حليفا لها..
فقد شاهدنا ماذا تركت لحلفائها في الانتخابات البرلمانية التى جرت عام 2011، ثم في الانتخابات الرئاسية التى جرت في العام التالى، حتى السلفيون اشتكوا من أن الجماعة تريد الاستئثار بكل شىء وألقت لهم فقط بالفتات!
إن الإخوان يستفيدون من أحمد طنطاوى بطرحه أمر إحياء الجماعة في البلاد مجددا، وسيدفعون له الثمن بدعمه بقدر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، علي غرار ما فعلوا في انتخابات عام 2005 مع أيمن نور من قبل.. لذلك لن يحصل على كل أصواتهم الانتخابية.. فهم لم يتخلّوا بعد عن فكرة استعادة الحكم الذى طردوا منه عام 2013، فإن الحكم بالنسبة لهم كما زرع فيهم مؤسس جماعتهم حسن البنّا هو هدفهم الأساسى.