الفن وسنينه
ليلى علوي وكريم عبد العزيز ومنة شلبي لا يستحقون التكريم!
خيرًا فعلت النجمة ليلى علوي باعتذارها عن قبول التكريم في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الذي رفع الستار عن دورته رقم 30 مساء أمس والتي تستمر حتى الثامن من الشهر الحالي، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني والدكتور سامح مهران رئيس المهرجان ومديره الدكتور أيمن الشيوي، بجانب لفيف من الفنانين والمسرحيين والنقاد والصحفيين ومراسلي المحطات المصرية والعربية والدولية..
وجاء في رسالة الاعتذار التي أرسلتها ليلى علوي لرئيس المهرجان أنه نظرًا لظروف خارجة عن إرادتها متعلقة بارتباطات فنية وسفر اضطرت إلى الاعتذار عن التكريم وعبرت عن امتنانها لهذا التقدير في هذا الحدث العريق!
وكان مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي قد أعلن عن تكريم ليلى علوي في دورته هذا العام ضمن كوكبة من المسرحيين المصريين والعرب والأجانب منهم.. المخرج خالد جلال وأستاذ المسرح الدكتور حازم شبل وسلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية بالمملكة العربية السعودية والناقد والكاتب المسرحي العراقي عواد علي والإنجليزي جايلز فورمان أحد أشهر مدربي التمثيل في العالم..
وقد أثار هذا الإعلان عن التكريم جدلًا واسعًا في الأوساط المسرحية المصرية التي رأت أنه قرار جانبه الصواب لكون ليلى علوي نجمة سينمائية في المقام الأول وأن هذا التكريم هدفه الدعاية والشو فقط على حساب المسرح والمسرحيين الكثيرين الذين يستحقونه بدلًا منها!
كما انتقد رواد السوشيال ميديا أيضًا هذا القرار خاصةً عندما صرح مدير المهرجان الدكتور أيمن الشيوي أن ليلى علوي عنصر جذب وكريم شانتيه! واعتبروا هذا التصريح لا يليق بنجمة في حجم ليلى علوي لها تاريخ كبير في السينما على وجه الخصوص!. ونصحوها بالاعتذار عن هذا التكريم!
هل كانت تستحق؟
الفنانة ليلى علوي لها تاريخ حافل بالأعمال الفنية وهي واحدة من النجمات المهمات في السينما منذ حقبة الثمانينات، ولديها رصيد سينمائي كبير صنع نجوميتها وتجاوز ال 85 فيلمًا حتى الآن ومن أبرز أفلامها.. ضربة معلم مع نور الشريف، إنذار بالطاعة مع محمود حميدة وهما للمخرج العظيم عاطف الطيب..الهجامة مع هشام سليم، خرج ولم يعد مع يحيى الفخراني، يا دنيا يا غرامي مع إلهام شاهين وهالة صدقي، بحب السيما مع محمود حميدة وغيرها..
وحصلت على عدة جوائز عن أفلام منها.. الهجامة، المخطوفة، يا دنيا يا غرامي ولها تجربة وحيدة في الإنتاج في فيلم يا مهلبية يا بطولتها مع هشام سليم، كما لها أيضًا مشوار رائع مع التليفزيون بأكثر من 45 مسلسلًا من أهمها. العائلة، حديث الصباح والمساء، التوأم، ألف ليلة وليلة، بنت من شبرا، حكايات وبنعيشها، هي ودافنشي.
أما المسرح فلم تقدم على خشبته سوى 10 مسرحيات فقط كان أخرها الجميلة والوحشين عام 1996! ومعظمها من إنتاج القطاع الخاص الذي تبعد تمامًا نوعية أعماله ذات الطابع التجاري الاستهلاكي عما يقدمه المسرح التجريبي من عروض جادة تخاطب العقل والفكر بالدرجة الأولى! ومن هذه المسرحيات.. عش المجانين، واحد في المليون، الدنيا مقلوبة، البرنسيسة. ومن ثم يتضح جليًا أنها لا تمتلك التاريخ ولا المقومات التي تجعلها تستحق التكريم في مثل هذا المهرجان المسرحي الدولي الكبير!
معايير التكريم
الواقع أنه ليست ليلى علوي وحدها التي لم يكن قرار تكريمها صائبًا ولا مبنيًا على أسس ومعايير فنية سليمة وموضوعية، فمن المؤسف القول أن معظم التكريمات في المهرجانات الفنية بمصر في السنوات الأخيرة جانبها الصواب والدقة وذهبت لمن لا يستحقها !
وكان هناك من هم أولى وأجدر بهذه التكريمات من حيث العطاء والمشوار والمسيرة الفنية بشكل عام ولكن تدخلت عوامل أخرى مثل درجة النجومية والشهرة والشو الإعلامي وعناصر الجذب والبروباجندا ومواقع التواصل الاجتماعي التي صار لها تأثير رهيب على صناع القرار في جميع المجالات، إضافةً إلى المجاملات والترضيات والتربيطات..
فضلًا عن عدم تمتع كثير من أصحاب قرارات التكريم بالرؤية الواسعة والخبرة الكافية والتجرد من الميول الشخصية، ومن ثم حرموا من يستحق وأعطوا من لا يستحق! وهو ما تعكسه الانتقادات الموجهة للعديد من قرارات التكريم للفنانين وصناع الفن بكافة عناصره من النقاد وحتى من رواد السوشيال ميديا!
ولعل نظرة سريعة على العديد من المكرمين في المهرجانات الفنية في الآونة الأخيرة ستثبت صحة ذلك، مع الوضع في الاعتبار كامل التقدير والاحترام لعطاء ومشوار كل هؤلاء الذين تم تكريمهم ولكنهم لم يكونوا الأفضل والأكثر استحقاقًا لهذه التكريمات.
فمثلًا المخرجة المتميزة كاملة أبو ذكري كرمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الماضية رقم44 بمنحها جائزته الرفيعة التي تحمل اسم سيدة الشاشة فاتن حمامة رغم أن رصيدها كمخرجة لا يتعدى 5 أفلامٍ فقط ليس من بينهم الفيلم العظيم الذي يوضع مع كلاسيكيات السينما المصرية عبر تاريخها! وهذه الأفلام هي.. سنة أولى نصب، ملك وكتابة، واحد صفر، عن العشق والهوى، يوم للستات.
من منا لا يقدر تاريخ الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز وأفلامها الجميلة مثل.. الوسادة الخالية، أنا حرة، آه من حواء، وإسلاماه، وقد كانت بالفعل جديرة بتكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لها عام 2000 عند عودتها للفن عقب غياب طويل زاد على 30 عامًا..
ولكن هل كانت تستحق التكريم من مهرجان القاهرة للدراما في نسخته الثانية التي التي أقيمت مؤخرا والمعني بالدراما التليفزيونية بالأساس وهي التي لم تقدم سوى مسلسلًا تليفزيونيًا يتيمًا في مشوارها هو عمارة يعقوبيان عام 2007؟!
ونفس الحال تقريبًا مع النجم السينمائي الأول على الساحة حاليًا وصاحب أعلى الإيرادات في تاريخ السينما كريم عبد العزيز والذي تم تكريمه هو الآخر بذات المهرجان رغم أن رصيده التليفزيوني7 مسلسلات فقط !
وأخيرًا جاء تكريم منة شلبي التي هي واحدة من أكثر فنانات جيلها موهبة في المهرجان نفسه أيضًا رغم قلة أعمالها التليفزيونية مقارنة بالسينما ورغم أن مسلسلها الأخير تغيير جو خاصمه النجاح والتوفيق ورغم أنها تعرضت لواقعة خطيرة هذا العام كادت أن تهدد مستقبلها وتقضي على تاريخها الفني الذي صنعته السينما!