رئيس التحرير
عصام كامل

حلاقة شعر الفنانات.. آخر تقاليع التفاهة!

شتان بين نساء يصلحن قدوة لأولادهن أولًا ثم لمجتمعاتهن وللدنيا بأسرها ثانيًا.. وبين نساء يظهرن علنًا وعبر الإستوري على إنستجرام، وهن يقصصن شعرهن بماكينة حلاقة بعضهن يدعين أن مرضًا أصابهن فتسبب في سقوط هذا الشعر فاضطررن لحلاقته.. فإن صح ذلك فإنه ابتلاء كان أحرى بهن أن يستترن به لقول رسول الإنسانية "إذا بليتم فاستتروا".


لم تكن أسما شريف ابنة الفنان شريف منير الذى بدا مُرِّحبًا بما فعلت ابنته، لم تكن أول من فعلت ذلك؛ فقد سبقتها إلى ذلك فنانات أخريات قرّر بعضهن التمرد والظهور بشكل جريء بحلاقة الشعر على الزيرو، أو الاستعانة بباروكة صلعاء من أجل الأعمال الفنية؛ فإلهام شاهين مثلًا حلقت شعرها كاملًا من أجل دورها في فيلم ريجاتا، حيث تجسد شخصية مريضة سرطان تخضع لعلاج كيميائي..

 

وقد سبقتها إلى ذلك فردوس عبد الحميد في مسلسل السائرون نيامًا حيث جسدت شخصية زليخة وقد اضطرت لذلك بناء على رؤية المخرج.. وقيل إن هبة السيسي حلقت شعرها من أجل لفت الانتباه والعودة إلى الأضواء، إذ فاجأت الجميع بحلاقة شعرها احتفالًا بعيد ميلادها، لكنّها تعرضت وقتها لانتقادات وسخرية لاذعة، واتهمها البعض بتقليد نجمات هوليوود لكن بطريقة سيئة.

الفنانات والتريند


حلاقة الشعر لم تقتصر على الفنانات المصريات بل أقدمت عليه أيضًا  فنانات عربيات، منهن مايا دياب التي ظهرت حليقة الشعر في كليب شكلك ما بتعرف، مما عرّضها هى الأخرى لانتقادات وسخرية حادة.. ما يعنى أن مجتمعنا لا يستسيغ مثل هذه الفعلة ويراها نقيصة في حق النساء.. فلماذا إصرار البعض على التجديف ضد إرادة المجتمع وتقاليده.. وما هى القيمة أو الفائدة التي يجنيها هذا المجتمع من وراء ذلك؟!

 
أما الفنانة زهرة الخرجي فقد حلقت شعرها تضامنًا مع مرضى السرطان خلال مشاركتها في محاضرة تتناول هذاالمرض بدأتها بشعرها الطبيعي ثم استأذنت الحضور وذهبت لتعود بعد دقائق صلعاء بعدما حلقت شعرها تمامًا.


ومهما تكن أسباب حلاقة شعر الفنانات.. فإن النتيجة واحدة؛ سوف تحاول فتيات أخريات معجبات بهذه الفنانة أو تلك تقليدهن ومحاكاتهن بلا هدف ولا معنى؛ الأمر الذي يعيدنا لسؤال سبق أن طرحناه في هذا المكان منذ أسابيع: هل الفنان يصلح لأن يكون قدوة للأجيال المختلفة؟!


وقلنا إن الفنان، شاء أم أبى، هو بالفعل قدوة بحسبانه شخصية عامة ملكًا لجمهوره وليس ملكًا لنفسه، مثل هذه القدوة قد تكون حسنة إذا جاءت بسلوكيات حميدة تحبب الناس في المعروف وتكرههم في المنكر؛ والمعروف هنا ما تعارف عليه المجتمع من قيم وفضائل لا تجافي الشرع والدين ومكارم الأخلاق.. أو يكون قدوة سيئة تحرض على نشر قيم سلبية مضادة لفضائل تعارف عليها الناس..

 

 

كنا نرجو لو تبنى الفن والفنانون قضايا وأولويات مجتمعاتهم وما أكثر وأعظمها في وقتنا الحالى.. وليس إغراق الناس في التفاهة لركوب التريند الذي صار وبالًا على مجتمعنا ومنحدرًا سريعًا للانحطاط والهاوية.. وما أدراك ما الهاوية!

الجريدة الرسمية