رئيس التحرير
عصام كامل

أسرٌ أشقاها الخرس الزوجي!!

تسارع إيقاع الحياة.. وتقدمت البشرية علميًا وتكنولوجيًا..لكنها انتكست روحيًا واجتماعيًا..تزايدت معدلات الطلاق في مجتمعاتنا التي كانت مضرب الأمثال في قوة التماسك الأسري..تسللت المشاكل رويدًا رويدًا حتى استحكمت الخلافات بين الزوجين، ليست كلها خلافات على مصاريف البيت وتكاليف الحياة وأعبائها، بعض العلاقات أصابها الخرس الزوجي، فلا كلام ولا سلام ولا حميمية، ولا قناعة ولا رضا بالقسمة والنصيب..!!

زاد التوتر وتسللت الشكوك بين الأزواج بعد تكالبهم على الهواتف المحمولة وانكبابهم على مواقع التنابز الاجتماعي وأضاعوا الطريق للانسجام والعيش في هدوء واستقرار، ناهيك عن استعادة الذكريات الجميلة التي ربطت بين قلبين كان أكبر حلمهما أن يجمعهما سقف واحد تحت ميثاق الزواج.

"الخرس الزوجى"..داءٌ خطيرٌ تسلل فى غفلةٍ إلى الأسر في مجتمعاتنا، نشأ بعضه بعدد تعدد العلاقات التي تنعقد تحت جنح "السوشيال ميديا" مدفوعة بالملل والرغبة في التغيير حتى وجدنا علاقات فاسدة ومحرمة تتناولها صفحات الحوادث، كتبادل الأزواج الذي لم نكن نسمع عنه، ولا حتى فى أشد أنواع الخيال مرضًا وفسادًا. 

الخرس الزوجي مرضٌ اجتماعيٌ قد يقود إلى الخيانة الزوجية أو الطلاق.. لكن المؤكد أنه دلالة على الموت الإكلينيكي الذي ينتظر رصاصة الرحمة، وهي الطلاق،وهو ما يعيدنا للبدايات، وضرورة الاختيار لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:" تخيّروا لنطفكم فإن العرق دساس"..لو أحسن المقبلون على الزواج اختيار شركاء العمر ما وجدنا كل هذا العدد من المتخاصمين في المحاكم.

 

الخرس الزوجي  ينتج أحيانًا عن اختلاف الطباع والنشأة..أو الانشغال بالعمل والأصدقاء والعوم في بحور السوشيال ميديا الغريقة حتى كان ما كان.

ولو أن أطراف الخرس الزوجي تريثوا قليلًا وتأملوا وتدبروا نعمة الزواج وتذكروا أنهم كانوا قبل الزواج يحلمون بدخول عش الزوجية وتحقيق الاستقرار الأسري لسارعوا إلى استعادة ذكريات التعارف ولحظات الود بالحوار الهاديء أو بالتنزه خارج المنزل أو بخلق اهتمامات مشتركة.. للتغلب على ذلك الملل الذي يقود مجتمعاتنا لدمار أخلاقي يشرد الأولاد وينهى التماسك ويعمق الجراح والآلام. 

 

وكأن الأزواج "الصامتين" لم يكفهم ضغوطات الحياة حتى يشعلوا نيران الخلافات الزوجية ويعيشوا معًا في منزل واحد، لكن كلًا منهم يعيش حياته بشكل منفصل عن شريك حياته، بلا حوار ولا تفاهم حتى بردت  المشاعر واختنقت واختفت في زحمة الحياة..تراحموا..راجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان.. حتى تعود الحرارة لعلاقات أزهقها الخرس الزوجي.

الجريدة الرسمية