رئيس التحرير
عصام كامل

سمير رجب.. والتكريم المستحق!

في رأيي أن سمير رجب صنع مهابة لدار التحرير وصحفها، وأحيا جريدة المساء ووضعها في مصاف الصحف الصباحية الكبرى، وأذكر أنه كان يتصل في الصباح الباكر برئيس الوزراء د.فؤاد محيى الدين رئيس الوزراء أيامها لينفرد بأخبار تميزها عن الصحف الأخرى.


لقد دبت الحياة في جريدة "ميتة" وصار للمساء قراؤها وجمهورها بفضل سمير رجب الذي جعل منها خلية نحل تضم صحفيين شبابًا وكبارا صاروا قوة مؤثرة لا يستهان بها في الرأي العام، واكتسبت الصحيفة مذاقها الشعبوى كنافذة محببة لقلوب طائفة كبيرة من القراء أحبوا فيها متابعتها الدءوبة لأهم قضاياهم الحيوية.. 

Advertisements

 

كما امتازت بأبواب صحفية متفردة كالرياضة والحوادث والمحافظات والشكاوى، كما استحوذ باب قلبي يسأل على إعجاب المتلقين الذين حرصوا على متابعته بشغف والتواصل معه بمتعة وانسجام وتفاعل غير مسبوق.

 

يُحسب لسمير رجب أنه رفع توزيع المساء وجعلها جريدة قومية بطعم المعارضة خدمة للوطن واستشرافًا لهموم المواطن الذي كافأها بالإقبال عليها والحرص على شرائها كل مساء.


وأمام هذا النجاح والتميز الذي حققه سمير رجب فقد كافأه الرئيس الأسبق حسنى مبارك باختياره رئيسًا لمجلس إدارة دار التحرير بجانب رئاسة تحرير المساء التي تركها بعدها ليرأس مجلس إدارة وتحرير الجمهورية.

تكريم سمير رجب


اهتم سمير رجب بالبشر والحجر معًا، ونجح في تشييد مبنى ضخم لدار التحرير بشارع رمسيس بوسط القاهرة، وهو المبنى الذي جرى تصميمه على هيئة كتاب مفتوح ويضم أحدث مطبعة صحفية وقتها وقد افتتح الرئيس مبارك المبنى والمطبعة لتنتقل دار التحرير نقلة نوعية بوأتها مرتبة الصدارة بين الصحف القومية.


والحق أقول إنني عشت أياما كثيرة حلوة مع سمير رجب تعلمت منه الكثير والكثير في دروب المهنة الشائكة؛ ذلك أنني كنت أقرأ عموده (حكايات) بالجمهورية الأسبوعي منذ كنت طالبا في الإعلام وكان هو محررا للمطار.. 

 

أعجبنى براعة وجاذبية  أسلوبه.. أما مواقفه الإنسانية فهي أكبر من أن تحصيها هذه السطور.. ويكفي أنني حين مرضت ومكثت بالمركز الطبي العالمي 45 يوما كان يتصل بي يوميا للسؤال عن صحتي فإذا تعذر الكلام معي طلب إبني عبدالرحمن أو كبار الأطباء ليطمئن على أحوالى دون كلل أو ملل.


هذا هو سمير رجب الصحفي العصامي والإنسان الذي كان له فضل على كثيرين.. ولست أدري على أساس تبني نقابة الصحفيين حيثيات تكريمها للرموز.. فهل تنحاز اختياراتها لمن يكتب سطرين من خندق المعارضة أم تكافيء من نجح في تنفيذ مشروع يفتح أبواب الرزق لمئات الصحفيين وأسرهم ومن استحق بالفعل لقب (ظاهرة صحفية) جديرة بالدراسة والاهتمام..

 

ومن هذه الزاوية أري أن سمير رجب يستحق التكريم النقابي لأنه أحيا جريدة المساء وشيد أكبر مبنى صحفى لدار التحرير وأحدث مطبعة صحفية ولا يقدح في قيمته أنه كان يدافع بشدة عن الرئيس مبارك لكنه فقد كان في الوقت ذاته يوجه نقدا لاذعا للحكومة والمسئولين وخصوصا في كبسولاته الأسبوعية بالجمهورية كل خميس والتي اشتهرت بقوة تأثيرها السياسي وسرعة مردودها في الواقع..

 

 

ولا يزال قلمه شابا ينبض بالحياة ويفيض بالحيوية أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.. فهو ظاهرة صحفية جديرة بالاهتمام والدراسة والإعجاب.. فلماذا لا تبادر نقابة الصحفيين لتكريمه كواحد من رموز صحافة الزمن الجميل؟! وللحديث بقية..

الجريدة الرسمية