علي المصيلحي وزير الغلابة كما عرفته!
عرفت الدكتور على المصيلحي منذ كان مستشارًا للدكتور أحمد نظيف وزير الاتصالات في عهد الرئيس مبارك.. ثم رئيسًا لهيئة البريد التي شهدت على يديه تطورًا غير مسبوق، سواء في أثاث المكاتب وأداء الموظفين، أو نوعية خدماتها التي توسعت في عهده حتى صارت صرحًا يشار له بالبنان..
ذلك أن الدكتور على المصيلحي، والحق يقال، وضع خطة قوية لإصلاح البريد وتوسيع أدواره وخدماته، وقدم دراسة وافية بالتعديلات التشريعية ومتطلبات البنية التحتية المطلوبة وضرورة إدخال الميكنة والصرف الإلكتروني وإعادة الهيكلة وتطوير الخدمات القائمة..
وتقديم خدمات أخرى جديدة كانت نواة حقيقية للمنافسة والانطلاق على طريق العالمية بما تقدمه من الخدمات الحكومية الرقمية والبريدية والتجارة الإلكترونية وخدمات الشمول المالي، وتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.. حتى صارت الهيئة يشار لها بالبنان.
في بداية تعارفي بالدكتور على المصيلحي لاحظت اهتمامه بالسياسة، وكثيرًا ما تجاذبنا أطراف الحديث في مسائل عديدة، حتى سألني ذات مرة عن رأيي في خوضه انتخابات مجلس الشعب في إحدى دوائر محافظة الشرقية التي ينتمي إليها، وبالفعل شجعته على خوض هذه التجربة التي نجح فيها..
وزير الغلابة
وأذكر أنى أجريت معه حوارًا نشرته الجمهورية فقام بشراء 6 آلاف نسخة وقام بتوزيعها على أهل بلده بالشرقية، ثم توطدت علاقته بالجريدة التي نجحت وقتها في عقد توأمة مع وزارة التضامن تولت بمقتضاه مساعدة الغلابة بعد التأكد من استحقاقهم لها بالفعل..
كما خصصت جريدة الجمهورية بابًا أسبوعيًا توليت الإشراف عليه، تحت عنوان الفرحة والأمل، وكان يتبنى قضايا الناس لاسيما المحتاجون من مختلف الأعمار حتى أنه كان يمد يد العون للشباب الفقير غير القادر على الزواج.. وهى الخدمات التي اختفت من صفحات الجريدة رغم أهميتها الشديدة للجمهور وللصحيفة نفسها.
نجاح الدكتور على المصيلحى في انتخابات البرلمان كان بداية لدخوله عالم السياسة وقد شجعته على المضي في هذا الطريق لما لمسته فيه من استعداد فطري للعمل السياسي وقدرته على خدمة الناس.
وبعد نجاحه في تطوير هيئة البريد اختاره رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف أيامها، وزيرا للتضامن الاجتماعى وكان مسمى جديدًا يجمع بين حقيبة التموين والشئون الاجتماعية..
وأشهد أنه حقق نجاحات كبيرة في تلك الوزارة وقدم دراسة علمية اجتماعية موضوعية مهمة للألف قرية الأكثر احتياجًا وكيفية انتشالها من فقرها.. وبعد أحداث 25 يناير تفرغ الدكتور على المصيلحي لعضوية البرلمان، واختير رئيسًا للجنة الاقتصادية، حتى تم تكليفه مرة أخرى وزيرًا للتموين والتجارة الداخلية التي عادت وزارة مستقلة من جديد في عهد الرئيس السيسي وبقيت التضامن على حالها حقيبة للشئون الاجتماعية.
الدكتور على المصيلحي كان من أوائل الثانوية العامة، ثم التحق بالكلية الفنية العسكرية ليتخرج فيها عام 1971 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في مجال الهندسة الإلكترونية، كما حصل على الدكتوراة في استخدام الحاسبات في تصميم الدوائر المصغرة، ثم انخرط في العمل المدني والسياسي، وتدرج في المناصب الحكومية حتى استقر في منصبه الحالى وزيرًا للتموين.
اشتهر الدكتور على مصيلحي بأنه وزير الغلابة.. لكن السؤال: هل ما زال يعمل لتخفيف الأعباء عن هؤلاء الغلابة بنفس الدرجة.. أم أن الظروف الاقتصادية والتحديات العالمية والمحلية خارج إرادته وفوق طاقة وزارته..
لكن يبقى أن الدكتور على المصيلحي نموذج يجمع بين الوزير السياسي والوزير التكنوقراطي؛ فهو يجيد التواصل مع الإعلام رغم تراجع ظهوره الإعلامي كثيرًا في السنوات الأخيرة.. رغم أنه من الوزراء القليلين الذين يعرفون للصحافة والإعلام قدرهما.. ويدركون جيدًا مكانة الرأي العام في الدول الديمقراطية.. وكيف أن تحقيق الرضاء الشعبي يمر عبر بوابة الإعلام والصحافة بحسبانها أهم أدوات الرقابة الشعبية.