السلطة والرياضة !
ما شهده نادى الزمالك على مدى الشهور الماضية نموذج صارخ لمحاولة التشبث بالسلطة وعدم التفريط فيها بكل السبل المشروع منها وغير المشروع.. ففى البدء رفض رئيس النادى السابق ترك مقعد الرئاسة وهو فى السجن، حيث كان يقضى عقوبة قضائية، وظل يدير النادى من داخل السجن متحديا القانون واللوائح، مستغلا سيطرته على النادى ومجلس إدارته.
وعندما طالبته الجهة الإدارية مضطرة بالامتثال للقانون وتعيين قائم بأعمال الرئيس أجبر مجلس الإدارة على تفويضه كل صلاحيات الرئيس، وعندما زادت الضغوط عليه إداريا وجماهيريا ليترك مقعد رئيس النادى لبضعة أشهر قليلة حتى إجراء الانتخابات الجديدة التى يمكنه المشاركة فيها قام بتوريث ابنه مقعد الرئيس منذ أيام.. لكنه اضطر مؤخرا إلى الاستقالة هو الآخر مع بقية أعضاء المجلس الذين قدموا استقالاتهم!
وهكذا هى السلطة ربما الوصول إليها صعب أحيانا، ولكن دوما مغادرتها أصعب.. لقد ظل رئيس نادى الزمالك السابق يقاوم بكل السبل والحيل المشروعة وغير المشروعة للاحتفاظ بالسلطة، رغم أنه كان سوف يغادرها لبضعة أشهر قليلة فقط حتى موعد إجراء الانتخابات الجديدة، لكنه أبى ورفض حتى إضطر إلى ذلك بعد أن تراكمت المشاكل والأزمات على النادى في اتجاهات شتى، وبات حتى التوريث لم يفده، بل سوف يضره إذا ما خاض الانتخابات المقبلة..
ولعل هذا يذكرنا بما قام به الرئيس الامريكى ترامب قبل سنوات مضت لمنع تسليم السلطة للرئيس المنتخب الجديد بايدن!.. ولا يختلف الأمر حتى فى السلطة التى يتم الحصول عليها فى مجال العمل التطوعي مثلما هو الحال فى الاندية!
ولأن مغادرة السلطة طواعية صعبة هكذا تسعى الدول إلى تنظيم مغادرتها قانونا.. لكن مع ذلك هذا لا يمنع التحايل من أجل الاحتفاظ بالسلطة أحيانا مثلما شاهدنا ما حدث على مدى الأشهر الماضية فى نادي الزمالك.. إنه نموذج يدرس للمسعى للاحتفاظ بالسلطة!