أقزام المهنة.. ووطنية المصريين
هناك أناس ترفضهم الشاشة الصغيرة وترفض أن يكونوا من ضمن نجومها نتيجة مواقفهم المتضاربة ورفض المشاهدين لبرامجهم التى فقدت المصداقية بالرغم من امتلاء بطونهم بكل ما لذ وطاب.. عندما يفقد الإعلامي مصداقيته ويصبح ما يردده بخارا فى الهواء عليه أن يريح ويستريح..
من حق الإعلامي أن يقف مع مصلحة البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ويبرز النجاحات والإنجازات التى تتحقق على أرض الواقع، ولكن عليه أن ينأى بنفسه عما يردده من آراء لا تسمن ولا تغنى من جوع، ويتمسك بقواعد المهنة دون أن ينجر إلى مستنقع الأوهام والأكاذيب التى تتردد من حين لآخر دون رقيب أو حسيب، وأن تكون لديه قناعة بأن المتابعين لبرامجهم الهشة بينهم نخبة من المثقفين والساسة، ومنها ذوى العلم بمختلف مجالاته ويستطيعون أن يميزوا ما بين الغث والسمين..
بعض الإعلاميين فى قنوات التوك شو ينصبون أنفسهم قادة للفكر رغم ضآلة حجمهم سواء المهنى أو العلمى ولديهم طبلة ومزمار لعزف لحن قديم لا طعم له ولا رائحة.. البعض يرى أن الأغلبية منهم لا بد من رحيلهم رحمة بالمصريين بعد سنوات من الهبد والنفاق وألسنة طويلة والبعض الآخر يرى أن تواجدهم مضحكة وتنفيس للمصريين عن همومهم..
وهنا أتساءل: لماذا يتمسك المسئولون بهذه الوجوه فى القنوات رغم عزوف الأغلبية من المصريين على مشاهدة برنامجهم بسبب الصوت العالى والردح الذى نراه؟ وطبيعى لا ننتظر إجابة..
بعيدا عن أقزام المهنة الذين بلانا الزمان بهم وكأنه عقاب، فإن المصريين يدركون حجم المؤامرة التى تحاك من الداخل والخارج ولديهم قناعة مطلقة بأن العهد البائد لن يعود مهما كانت التضحيات، وأمن البلاد هو الأهم والأقوى.. يتحملون الصعاب مهما كانت قوتها وحجمها بصدر رحب ولا ينظرون إلى أكاذيب الخونة وأعداء الوطن، ويقفون فى خندق واحد مع الدولة المصرية ضد كل من تسول له نفسه الإضرار بالوطن، وهو ما يؤكد الوطنية بلا حدود لدى الشرفاء من هذا الوطن الغالي.