الحرب العربية ضد الدولة اليهودية الوليدة
عندما رحل آخر جندي بريطاني عن فلسطين في مايو ١٩٤٨ وظهرت نجمة داود في مناطق اليهود بدأت أعمال الاغتيالات والإرهاب تتصاعد إلى حرب عصابات بين العرب واليهود في الريف والمدن، وسيطرت القوات اليهودية المكونة من البالماخ وإرجون وجماعات أخرى يطلق عليها الهيش على القطاع الساحلي ومعظم شرق الجليل، بينما أحكم العرب قبضتهم على الضفة الغربية وغرب الجليل..
استطاعت القوات اليهودية تأمين معظم القدس الغربية والأجزاء القريبة منها، إلا أن قوات البالماخ وإرجون تم صدها عن القدس العتيقة على يد الفيلق العربي فى الوقت الذى أعلن فيه بن جوريون بصفته رئيس الوزراء ووزير الدفاع قيام دولة إسرائيل في الخامس عشر من مايو بعد أن تم تنفيذ معظم خطة اليهود باستثناء الاستيلاء على القدس الشرقية وغرب الجليل ومرتفعات الضفة الغربية والمرتفعات المطلة على القدس..
الحرب العربية ضد الدولة اليهودية الوليدة حكم عليها بالفشل منذ انطلاقها نظرا لعدم وجود خطة عمليات عربية مشتركة فبدلا من مشاركة ٤١ ألفا من القوات العربية فى الحرب كان إجمالى عدد جنود الجيوش العربية المشاركة فى المرحلة الأولى من الحرب من (١٥ مايو إلى ١١ يونيو ١٩٤٨) ٢١ ألف جندى فقط، على النقيض تمكنت إسرائيل من حشد ٦٥ ألف رجل..
كانت القوات العربية عند بدء القتال أفضل تسليحا وتجهيزا ولكن بعد ذلك قامت تشيكوسلوفاكيا مع مساندة الاتحاد السوفييتى والمتطوعين من الجماعات اليهودية فى أمريكا وأوروبا الغربية بإرسال كميات كبيرة من السلاح والعتاد إلى القوات الإسرائيلية، فبينما بدأ العرب الحرب لم يكن الإسرائيليون فى البداية يمتلكون المعدات التي يملكها العرب، ولكن لم يكن ينقص العرب الخطط والتنسيق فقط، بل كان هناك خطأ استراتيجى فى الإمدادات عبر الخطوط الخارجية..
وبحلول الأول من يوليو، أي بعد أسبوعين من بداية الحرب، فقد الهجوم العربى زخمه وقوته الدافعة.. انتهت الحرب بالاستيلاء على ٣٠ بالمئة من الأرض أزيد من المساحة التي حددها قرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة بسبب فرار ٣٠٠ ألف فلسطينى أو إجبارهم على الفرار من جراء التجاوزات الإسرائيلية مثل المذبحة المشينة فى قرية دير ياسين فى ٩ أبريل ١٩٤٨ وقتل ٢٥٤ فلسطينيا.