الصراحة راحة

بكل صراحة كشف الرئيس السيسي أمس وهو يتحدث مع مجموعة من أهالى السلوم ومطروح أن اللجوء لتخفيف أحمال الكهرباء سببه أزمة النقد الأجنبي، وأن الوقود المستخدم في تشغيل محطات الكهرباء نشتريه بالنقد الأجنبي، وبعد الموجة الحارة مثل زيادة إنتاج الكهرباء عبئا على الحكومة. 

ويأتى كلام الرئيس الصريح كما قلناه في وقت مبكّر في بداية لجوء الحكومة لتخفيف الأحمال الذى يستهدف تخفيض إنتاج الكهرباء، لتخفيض عبء توفير مزيد من النقد الأجنبي الذى نحتاجه لتدبير الوقود لمحطات الكهرباء.. 

أى إن ما قلناه كان الحقيقة، رغم أن الحكومة حاولت أن تتفادى قول ذلك بذات الصراحة المباشرة التى تحدث بها الرئيس أمس.. والأهم أن ما قاله الرئيس جاء ليكشف عدم صدق من تطوعوا وهم يتناولون موضوع تخفيف الأحمال لإنكار تأثير أزمة النقد الأجنبي على قطاع الكهرباء، واضطراره لقطع الكهرباء لفترات من الوقت منذ الشهر الماضى، والمتوقع طبقا لكلام رئيس الحكومة أن يستمر لمنتصف الشهر المقبل.

 
الرئيس تحدث بصراحة، بينما افتقد المسئولون الآخرون هذه الصراحة ومن وراءهم سار بعض الإعلاميين.. والصراحة كما يقول المثل الشعبى المصرى راحة.. راحة للمسئول قبل المواطن.. يا سادة ليس عيبا أن نعترف بأن لدينا أزمة في النقد الأجنبي، وأن مواردنا منه لا تكفى لتغطية احتياجاتنا..

وكنا ندبر الفجوة الدولارية بالأموال الساخنة التى هجرتنا فجأة العام الماضى، بعد اتجاه الفيدرالى الأمريكى لرفع أسعار الفائدة لاجتذاب هذه الأموال.. ومن يومها ونحن مضطرون لتخفيض إنفاقنا من النقد الأجنبي حتى نستمر في توفير احتياجاتنا الأساسية من الخارج وفى مقدمتها القمح، والانتظام في سداد التزاماتنا الخارجية من أقساط وفوائد الديون الخارجية.

لماذا لا يتوقف الغلاء؟!

لا طبعا !

 
إن معرفة الناس بذلك سوف يرفع الضغوط على المسئولين، ما داموا يملكون خطة لها أفق زمنى محدد لتجاوز تلك الأزمة.