لماذا لا يتوقف الغلاء؟!
هذا السؤال وجهه مواطن عادى لى.. وهو سؤال استنكارى من وجهة نظره، لآن سعر الجنيه شبه ثابت منذ بضعة أشهر سواء في البنوك أو في السوق السوداء أو فى العقود الآجلة.. وها أنا أعيد طرح هذا السؤال في هذا المقال بحثا عن إجابة سليمة له تطمئن الناس على أن الخلاص من التضخم والغلاء ممكن وليس مستحيلا أو صعب المنال.
فالمفترض في ظل الثبات النسبى لسعر الجنيه الذى حفظ قيمته الشهور الماضية أن يستقر معدل التضخم ويتوقف عن الزيادة كما هو حادث الآن.. بل إن اتجاه الأسعار العالمية خاصة للغذاء خلال الشهور الأخيرة كان يجب أن يتبعه انخفاض في معدل التضخم عندنا.. لكن الحادث هو العكس، وهو استمرار معدل التضخم في الارتفاع وانفلات الغلاء خاصة بالنسبة للسلع الغذائية التى سجلت في المتوسط أعلى معدل لارتفاع الأسعار تجاوز 68 في المائة.
والتفسير الجاهز الذى يقدمه الإعلام والخبراء الاقتصاديون هو جشع التجار.. وهذا الجشع صفة أخلاقية أساسا لا يصلح بالطبع التعامل معها بالآليات الاقتصادية.. ولذلك ما دمنا نتحدث عن جشع التجار يجب أن نفعل ما يتعين علينا أن نفعله للسيطرة على التضخم وكبح جماح الغلاء!
إن مشكلتنا تكمن في أن أسواقنا ترزح تحت سيطرة منظومة احتكارية ضمت مستوردين وتجار جملة وأيضًا تجار تجزئة، استغلت ضعف الرقابة الشعبية من جمعيات حماية المستهلكين ومن أجهزة رقابية حكومية، وقانون غير محكم لمجابهة الاحتكارات.. وهنا يصير الأمر يحتاج لمواجهة شاملة حكومية ومن المجتمع المدنى لإنقاذ أسواقنا من هذه الاحتكارات التى عطلت عمل آليات العرض والطلب عمدا مع سبق الإصرار والترصد.. وعندما سوف ننجح في مواجهة الاحتكارات سوف ينخفض معدل التضخم ويتراجع الغلاء ويرتاح المستهلكون.