اختراع الفريق الرئاسى !
بدعوة من رئيس أحد الأحزاب الذى يرغب في الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة تجمع عدد من المعارضة المدنية بالساحل الشمالى قبل أيام مضت لمناقشة اقتراح لصاحب الدعوة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال فريق رئاسى يتكون من مرشح للرئاسة وعدد من نوابه..
وهذا اختراع سياسى لم يقض به الدستور المصرى الذى يتيح فقط الترشح لأشخاص للترشح فى انتخابات الرئاسة كل بمفرده.. لكنه اختراع يستهدف تسهيل التوافق داخل المعارضة المدنية على مرشح للرئاسةَ ما دام سيكون للآخرين دور سياسى مستقبلا من خلال هذا الفريق الرئاسى المقترح.
وهذا يدل على عدم اتفاق المعارضة المدنية على مرشح تسانده وتدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهذا خلاف لا يسهل حله لآن فرقاء المعارضة المدنية يتساوى في ضعف النفوذ لدى جموع الناخبين، ولذلك لم ترجح كفة مرشح منهم على الآخر حتى الآن، وأخشى أنه لا يلوح في الأفق ما يشير إلى إمكانية حدوث ذلك، ولعل هذا يفسر أن أحد الراغبين منهم في الترشح أبلغهم أنه سوف يترشح سواء توافقوا عليه أو لم يتوافقوا عليه.
ولكن حتى هذا الاختراع لم يلق قبولا واتفاقا بين من لبوا الدعوة وشاركوا في نقاشه.. ولعل وراء ذلك أن ما يفرقهم في الرؤى والمواقف والسياسات يفوق ما يجمعنا ويكاد يتركز في تغيير القيادة السياسية للبلاد، أما نهج إدارتها فهناك تباين بين عناص المعارضة المدنية.
ولذلك انفض الاجتماع دون التوصل إلى اتفاق أو توافق على الفريق الرئاسى من حيث المبدأ، ولم تتطرق المناقشات إلى اختيار هذا الفريق أصلا، ولم ينل صاحب الدعوة تأييدا ولو غير كامل للحصول عل تأييد ودعم له للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة كما كان يرغب أن تسفر عليه دعوته هذه.
ولو كان قد حدث اتفاق وتوافق على هذا الاختراع السياسى كنّا في مصر أول من يطبقه.. صحيح أن هناك دولا يترشح فيها شخص للرئاسة ومعه شخص آخر نائبا له مثل الولايات المتحدة، ولكن أن يخوض شخص الانتخابات الرئاسية ومعه فريق رئاسى فهذا كان سيسجل لمصر باعتبارها أول من طبقته!