سر مقال فورين بوليسى!
ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها الرئيسى السيسي لهجوم في صحيفة أمريكية من كاتب أمريكى، فقد تكرر ذلك كثيرا على مدى عشر سنوات.. وليست هى المرة الأولى أيضا التي يتسم فيها الهجوم بالقسوة والحدة، فقد حدث ذلك من قبل أيضا.. لكنها المرة الأولى التى يفصح فيها صراحة من يقوم بالهجوم عن هدفه وهو إبعاد الرئيس المصرى عن قيادة البلاد، وبدا ذلك بوضوح في عنوان المقال الذى كتبه الكاتب ستيفن كوك في فورين بوليسى مؤخرا، وأيضًا في النتيجة التى انتهى إليها المقال واختتمت بها.
لذلك ليس مجديا كثيرا الرد عليه بطريقة تفنيد ما تناوله من معلومات ووقائع.. فقد كشف الكاتب أوراقه وهدفه من كتابة مقال عن مصر، رغم أنه يتابع طوال الوقت الشأن الإيرانى والشأن التركى.. وهذا ما يستدعى التوقف أمامه، لأن هذا المقال جاء في وقت يدور فيه حديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة ، التى سوف تجرى العام المقبل، وعن موقف الرئيس السيسى من الترشح فيها..
كما أنه جاء أيضا في توقيت مطالبة أعضاء في الحزب الديمقراطى الأمريكى بتجميد نحو ثلث المساعدات العسكرية لنا.. والسؤال الذى يتعين علينا الاهتداء لإجابة دقيقة عليه هو، هل ذلك نوع من الضغط فقط على الإدارة المصرية لتعدل من علاقاتها مع روسيا، أم أن الإدارة الديمقراطية في أمريكا تريد استئناف تنفيذ مشروعاتها لتحقيق تغيير سياسى في منطقتنا من الخارج، خطط له بوش الابن ونفذه أوباما؟!
في تقديرى الشخصى أن الأمر أكبر من مجرد الضغوط الآن، وإنما يبدو أن ثمة رغبة أمريكية للعودة لمشروع الشرق الأوسط الجديد.. والأغلب أن ما قام به الجيش المصرى من إحباط مخطط تمكين الإخوان من حكم البلاد لم ينساه الأمريكان بعد.. ربما لا يعولون على إعادة الإخوان إلى الحكم مجددا بعد حالة الضعف التى أصابت جماعتهم. في السنوات الأخيرة، ولكنهم مازال يروادهم ترتيب أوضاع بلدنا السياسية بما يخدم مصالحهم.