الفن وسنينه
هل انتهت صلاحية جيل هنيدي وحلمي وسعد؟
منذ عرض الفيلم الظاهرة إسماعيلية رايح جاي عام 1997 بطولة محمد فؤاد ومحمد هنيدي، تأليف أحمد البيه وإخراج كريم ضياء الدين والذي فتح الباب على مصراعيه لظهور جيل جديد من المضحكين، تصدروا شباك التذاكر في السينما لسنوات عديدة والذي حقق إيرادات 18 مليون جنيه أي ما يوازي 120 مليون جنيه بحساب التصخم وسعرالدولار اليوم وأصبح الأعلى إيرادات في التاريخ وقتها..
ثم تأكد نجاح هذا الجيل بزعامة محمد هنيدي في حصد الإيرادات غير المسبوقة بفيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية في العام التالي محققًا 27 مليون جنيه أي ما يقرب من 175 مليونًا حاليًا، رغم أن ميزانية إنتاجه لم تتعد المليون جنيه فقط ! ثم ظهر الراحل علاء ولي الدين الذي يعد أكثر جيل المضحكين الجدد موهبةً ولكن القدر لم يمهله سوي لتقديم فيلمين فقط حققا إيرادات جيدة وهما عبود على الحدود والناظر.
وتلى ذلك سطوع نجم هاني رمزي بفيلم صعيدي رايح جاي تيمنًا بصعيدي هنيدي ثم جاء بقوة محمد سعد بفيلمه اللمبي حاصدًا 20مليون جنيه رغم الضعف الفني للفيلم! وصار على نفس المنوال أحمد حلمي بأول أفلام البطولة ميدو مشاكل عام ٢٠٠٣ بإيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه!
ومن ثم فإنه منذ أواخر التسعينيات سيطر جيل المضحكين الجدد على شباك التذاكر بدرجة كبيرة وأزاحوا نجم الكوميديا الأول عادل إمام من عرشه حيث كانت معظم أفلامه لا تتخطى حاجز الـ 5 أو 7 ملايين جنيه!
ولكن بعد أحداث يناير ٢٠١١ بدأ منحنى الإيرادات والمستوى الفني لأغلب أفلام هذا الجيل في التراجع حتى وصل إلى ذروته في السنوات الأخيرة خاصةً من حيث جودة الأفلام ومضمونها وتعاطي النقاد معها!.
إفلاس فني وجماهيري
ولأن معظم نجوم الكوميديا من المضحكين الجدد لم يستوعبوا النجاح الجماهيري الضخم على مستوى الإيرادات الذي حققوه في بضعة سنوات وبأفلام متوسطة وأقل من المتوسطة فنيًا، فلم يكن بمقدورهم الحفاظ على ذلك النجاح لسنوات أطول في ظل عدم امتلاك أغلبهم للثقافة والذكاء والوعي الكافيين ومسايرة التطور والبحث عن موضوعات جديدة مختلفة تجذب الجمهور، فلجأوا إلى محاولة استدعاء نجاحاتهم السابقة..
بتكرار نفس الشخصيات والمواقف والإيفيهات التي تجاوزها الزمن والاستعانة بشركاء النجاح السابقين من المخرجين والمؤلفين الذين أفلس معظمهم ولم يعد لديهم جديدًا! ومن ثم حدث التراجع الكبير في أفلامهم جماهيريًا وإن حققت بعض أفلامهم إيرادات جيدة وكان هذا التراجع أكثر وضوحًا من الناحية الفنية..
ولعل أبرز النماذج على ذلك هو عراب هذا الجيل وزعيمه محمد هنيدي الذي لم يقدم فيلمًا كوميديًا جيدًا أو حتى متوسط فنيًا منذ ما يقرب من 14عامًا! منذ فيلم أمير البحار عام 2009 والذي حصد 23 مليون جنيه كإيرادات، فخاصم النجاح الفني بالدرجة الأولى كل أفلامه التالية..
باستثناء فيلم تيتة رهيبة كان معقولًا، مع أفلام يوم مالوش لازمة، عنتر ابن ابن ابن شداد، الإنس والنمس وإن حصد 58 مليون جنيه وهو الأعلى في مشوار هنيدي حتى الآن، نبيل الجميل دكتور تجميل وأخيرًا أحدث أفلامه مرعي البريمو المعروض منذ 4 أيامٍ فقط والذي يعود فيه للعمل مع مخرج أفلامه الناجحة الأولى سعيد حامد بعد غياب 18عامًا ومع غادة عادل منذ فيلم بلية ودماغه العالية!
ولكن الفيلم المنتظر جاء دون مستوى الآمال فنيًا وكذلك لن يحصد الكثير في شباك التذاكر رغم تحقيقه أكثر من 2 مليون ونصف المليون من الجنيهات في يومين عرض!.
لا يختلف الوضع كثيرًا في حالة أحمد حلمي فهما الأكثر جمعًا للإيرادات بين جيل المضحكين الجدد بنحو ما يقرب من 350 مليون جنيه لكل منهما، وهما لم يقدما أفلامًا جيدة فنيًا منذ سنوات طويلة، فكان أخر أفلام حلمي المتميزة إكس لارج عام 2011 وقبله أفضل أفلامه عسل أسود 2010 وقبلهما أسف على الإزعاج وكده رضا..
وذلك على الرغم من تحقيقه لإيرادات أكبر بكثير من هذه الأفلام في لف ودوران ب43 مليون جنيه وفي أخر أفلامه واحد تاني ب 64 مليونًا وهو الأعلى بين أفلام حلمي وفي المقابل لم يكتب النجاح الفني أو النقدي أو الجماهيري لأفلام بلبل حيران، على جثتي، صنع في مصر.
التكرار والنمطية
من نجوم جيل المضحكين الجدد يأتي محمد سعد والذي مازال رغم موهبته الأكيدة في التمثيل يعيش على الأمجاد السابقة التي تعود إلى 20عامًا، عندما ظهر بشخصية اللمبي في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم وحصد 20 مليون جنيه ثم كررها مع شخصية أخرى في اللي بالي بالك وحصد نجاحًا فنيًا ونقديًا معقولا وجماهيريًا جيدًا ب 18 مليون جنيه، فعوكل وحقق 20 مليون جنيه..
ثم بوحة وحقق 26 مليون جنيه وهو الرقم الأعلى لسعد في مشواره، ثم جاء منحنى التراجع والسقوط الكبير لإصراره على تكرار شخصيات أفلامه والمحافظة على نمطيتها دون تجديد خاصةً في أفلام مثل كتكوت، كركر، تتح، تحت الترابيزة وهو أفشل أفلامه على الإطلاق، وأخيرًا محمد حسين عام 2019.
ويأتي هاني رمزي كواحد من نجوم جيل المضحكين الجدد الذين تراجعت أسهمهم بشدة في السنوات العشر الأخيرة، بعد أن كان له عدد من التجارب السينمائية المبشرة من الناحية الفنية والنقدية دون الناحية الجماهيرية مثل..
جواز بقرار جمهوري عام 2001، محامي خلع 2002، عايز حقي 2003، غبي منه فيه 2004، قبل أن يدركه التراجع والفشل فنيًا وجماهيريًا بسبب عدم التجديد والتطور وسوء الاختيار في أفلام مثل.. أسد و4 قطط، الرجل الغامض بسلامته، نمس بوند، سامي أكسيد الكربون، نوم التلات، وأخيرًا قسطي بيوجعني عام 2018.