بكلمته النجاح.. بابا حنين (14)
ربما يكون ذلك المقال مختلفًا عن مقالاتي التي اعتدت أن أكتبها في الفترة الأخيرة، ورسائلي لك يا عزيزي، ولكن أردت أن أكتبه لأتحدث إليك عن تعويضات الله المبهرة، فكل كلمة أكتبها لا تكون من فراغ أو مجرد تأملات في كلمة الله الحية في الكتاب المقدس أو حتى أساطير كما يمكن أن تتخيل أحيانًا. أو مجرد كلمات حتى، تُكتب فقط حتى أعطيك أملًا في دنيا مليئة بالضيقات والألم..
فأنا بالأمس، كنت في حفل تخرجي من الجامعة كنت أستعد حتى أصعد إلى المسرح وأتسلم شهادة تخرجي الجامعي بعد رحلة دامت في الغربة لمدة سبع سنوات تقريبًا، وحتى أكون دقيقًا رحلة استمرت لمدة 2449 يومًا أو ست سنوات وثمان أشهر وخمسة عشر يومًا.
تلك المدة التي إذا أردت أن ألخصها في جملة ستكون 2449 يومًا من سند الله القدير، وعناية لم تغيب عني لحظات، ورحلة كانت مليئة بالمتاعب، ولكن كنت أرى الله في كل لحظة وفي كل موقف، بل وفي كل شخص كان يظهر في حياتي، حتى من أراد أن يؤذيني أو يكسرني في يوم ما.
نعم يا صديقي، رأيت الله في كل شخص كان يتمنى سقوطي، لأن الله حينها كان يرسل لي عونًا من قدسه ليعضدني ويسند يميني حتى أقوم، وأراه في كل مشكلة، حينما كان يتدخل ويعيد ترتيب المشهد الكلي بترتيبه الإلهي العجيب والمهبر، وكنت آراه في كل شخص يقدم لي العون، وكأنه يرسل لي "سامري صالح" يضمد جراح قلبي الصغير ويعتني بي.
ففي الغربة ربما تعرضت لضيقات ومشاكل كثيرة، لكن دومًا كنت أصمت وأرفع عيني إلى الله وأقول له أني كلي يقين أنني سأفهم فيما بعد، وأنني أثق تمام الثقة في تدبيره لحياتي حتى إن تذمرت قليلًا، فأحيان كثيرة كانت يد الله عندما تُشكلني بالتجارب كنت أتوجع مثلما كنت أتوجع وأنا طفل صغير حينما يغير أبي لي على جرح عملية ساقي، ولكن عندما كبرت أدركت أن أبي أيضًا لم يكن يقصد أن يوجعني، ولكن كان يقصد أن يداويني.
وكذلك كل تجربة وكل موقف مررت به مع الله، كنت أعرف أنه يشكل في حتى وإن توجعت قليلًا، فهو يقصد أن يظهر القوة المكنونة داخلي، وأن يجعل عظامي تشتد، وأكون رجلًا، وأنت يا عزيزي أردت أن أعرفك شيئًا تعلمته على مدار رحلة الغربة الطويلة هذه، كما ذكر في الكتاب المقدس "بِهِ يُنْتَهَى إِلَى النَّجَاحِ، وَبِكَلِمَتِهِ يَقُومُ الْجَمِيعُ"، وكلمة الله لحياتك هي أن تكون عائش بالأمل وأن تحيا بالاجتهاد والنجاح سيكون حليفك ما دام الله أمامك في كل خطوات حياتك.
instagram: @PWagiih