هل كان مكرم محمد أحمد من الثوار؟!
مسيرة صحفية طويلة تجاوزت الستين عامًا، عاشها الكاتب الصحفي الراحل الكبير مكرم محمد أحمد، وخاض خلالها العديد من المعارك الصحفية والفكرية، لعل أبرزها معركته ضد جماعة الإخوان، والتي دفعت المعزول محمد مرسي أن يذكره وحده دون غيره، في مؤتمر كان يُفترض أنه كشف حساب خلال عام من حكم الجماعة لمصر.
الرئيس الإخواني محمد مرسي، قال في خطابه: إن هناك من يناصب الثورة عداء سافرًا ولا يخفي علينا ذلك وفوجئت بأن هناك من يحلمون بعودة عقارب الساعة للوراء ووجدت أناسًا كانوا من أعداء الثورة ثم حاليًا يتحدثون وكأنهم من الثوار.
وأضاف مرسي: مكرم محمد أحمد.. هو من الثوار؟ ده نقابة الصحفيين ثارت ضده، ثم جاء بعد عامين من الثورة في ظل الرئيس الضعيف والطيب وبيتكلم باسم الثورة.
ولا يخفى أن كاتبنا الكبير وصف جماعة الإخوان، بأنها جماعة خرجت منها كل الجماعات الإرهابية، موضحًأ أنها مهما فعلت فلن تتمكن من خداع الشعب المصري مرة أخرى. لقد كان مكرم محمد أحمد نموذجًا نادرًا فى المهنية والنزاهة والشجاعة والحصافة؛ والصفة الأخيرة تلك، أى الحصافة، هى الحكمة فى توقيت التعبير عن النزاهة والشجاعة..
مكرم والإخوان
وربما كانت تلك الصفة وحدها سببًا كافيًا للهجوم عليه من الرئيس الإخواني محمد مرسي الذي جاء هجومه على مكرم بوشاية وتحريض من صلاح عبد المقصود الإخواني الهارب حاليا خارج البلاد.. ونسي مرسي أو تناسي قيمة وقامة مكرم محمد أحمد ككاتب مرموق.. ونقابى عتيد انتخبه الصحفيون نقيبًا لهم أكثر من دورة تعبيرًا عما كان يحظى به من قبول وإجماع من الجماعة الصحفية معارضين ومؤيدين.
كان مرسي يسخر من الجميع وخصوصًا الصحفيين ولمَ لا وقد كانت جماعته تراهم سحرة فرعون والمعنى أوضح من أن يتم شرحه أو تبيانه!
تختلف أو تتفق مع الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد.. لكنك لا تملك إلا أن تحترم قلمه وفكره ومهنيته وثقافته الواسعة التي كانت ظاهرة في عموده المهم نقطة ضوء بالأهرام، ناهيك عن مواقفه المؤيدة لحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة والدفاع عنها في وجه المتربصين بها وما أكثرهم..
ولا ننسى ما قاله في حواره لإحدى الصحف إنه لا بد أن يتم تعزيز ورفع مستوى الحرية والاحتفاء بالرأى والرأى الأخر فى إطار محترم وعبر نقاش إيجابى.
أما عن هجوم محمد مرسي، فقد قال عنه مكرم محمد أحمد: «مندهش من ذكر اسمى في خطاب الرئيس مرسي، ووضعي على رأس معارضيه وأعدائه، رغم أنني لم أنل ذلك الشرف، فأنا كل ما أملكه قلم وورقة، لأكتب بابًا يوميًا عبارة عن 40 سطرًا بجريدة الأهرام تحت عنوان «نقطة نور».. رحم الله كاتبنا ونقيبنا الكبير الذي كان نموذجًا مشرفًا للصحافة المصرية والعربية.