بطيخة وائل غنيم!
وائل غنيم أحد رموز انتفاضة يناير الذي حظي باحتفاظ أمريكي عاد مؤخرا إلى القاهرة.. وكان يمكن أن تكون عودته أمرا عاديا مثل عودة مواطنين عاديين إلى بلدهم بعد غياب عنها طال لسنوات، لكن وائل غنيم آثر أن تكون عودته مختلفة ويثار حولها من الكلام الكثير.. ولما لا، أليس وائل الأدمن الثاني مع شريكه الإخوانى لصفحة خالد سعيد، التي لعبت دورا مؤثرا في حشد المتظاهرين في الخامس والعشرين من يناير؟
لذلك عندما لم يلقَ اهتماما كافيا ما كتبه حول تآخر إجرءات خروجه من مطار القاهرة رغم أنه كما قال قام بثورة، فإنه خرج على الناس بصورة له في أحد الأحياء الشعبية وهو يرتدي جلبابا ويحمل في إحدى يديه بطيخة كما يفعل الكثير من الموظفين المصريين عند عودتهم إلى منازلهم بعد انقضاء دوام أعمالهم!
مشاهد إلكترونية
وائل غنيم لم ينسَ خبراته الإعلامية التي اكتسبها خلال فترة التحضير لانتفاضة يناير، وهي الخبرات التى امتزجت فيها الخبرات الأمريكية والإخوانية معا، والتي جعلته يجيد استخدام دموعه وهو يظهر تليفزيونيا بعد الإفراج عنه بعد تدخل حسام بدراوي في ظل استمرار مطالبة المعتصمين بالتحرير بإسقاط النظام..
لكن هذه الدموع لم تضمن له استمرار الاهتمام الكبير الذي حظي به وقتها.. فقد مضت الأمور في اتجاه سيطرة الإخوان على الحكم، ولم يتذكروا شراكته مع أحد كوادرهم في إدارة أهم وأبرز الصفحات الإلكترونية خلال التحضير لما حدث في يناير 2011.. وحتى الاحتفاء الأمريكى به لم يستمر طويلا أيضا.. لذلك ظهر وائل قبل سنوات مضت في فيديوهات ونصفه الأعلى عارٍ ويقول كلاما غريبا، ثم وهو يهاجم الإخوان!
إذن بطيخة وائل غنيم وجلبابه في إحدى المناطق الشعبية وانضمامه لحملة حياة كريمة هي مشاهد جديدة لاستعادة الضوء الذي انحسر وخفت عنه.. لقد وجد وائل نفسه قبل نحو اثني عشر عاما نجما يشار إليه بالبنان.. لكن الأحداث التي عاشتها البلاد فيما بعد يناير لم تضمن استمرار سطوع نجوميته مما جعله يسعى لاستدعائها مجددا عبر بعض المشاهد الإلكترونية..
لكنها للأسف لن تحقق له ذلك لأنه خلال يناير لم يكن هو الصانع للأحداث، رغم كبر وأهمية دوره وقتها، وإنما كان هناك صناع آخرين يوجهون الأمور لتمضي إلى حيث أوصلتنا إلى إسقاط الحكم في أيدى الإخوان وحدهم.. ووائل غنيم لم يفعل في حينه ما فعله غيره من شباب يناير وهو الانخراط في مقاومة الإخوان والتحضير للإطاحة بهم من الحكم والذي نحتفل به اليوم.