رئيس التحرير
عصام كامل

تهاني عيد شحيحة !

زمان في القرى كان الرجال يخرجون منذ الصباح الباكر في مجموعات للمرور على كل أهل ديار القرية لتقديم التهنئة بالعيد.. أما في المدن فقد كانت التهاني تتم أيضا بالتزاور للأصدقاء والأقارب.. ثم أتاح التليفون فرصة أكبر لتبادل التهاني بالعيد بين الناس.. وعندما انتشر استخدام خدمات الإنترنت استبدل التليفون بالرسائل الإلكترونية لتقديم التهاني بالعيد. 

 

ورغم أن ذلك التواصل في رأيي الشخصي أقل حرارة من التواصل الشخصي سواء بالتزاور أو بالتليفون إلا أنه ترتب عليه اتساع تبادل التهاني بين الناس عن ذي قبل.. لكن من ملاحظاتي الشخصية أن ذلك الاتساع لم يشمل تبادل التهاني بين القادة العرب والذي كان يتخذ زمان شكل التواصل المباشر تليفونيا أو عبر الرسائل المتبادلة.. 

 

بل على العكس تبادل التهاني بين القادة العرب صارت شحيحة الآن بالمقارنة بما كان قائما سابقا.. ولا يوجد تفسير لذلك إلا انشغال القادة العرب كلٌ بشواغله واهتمامات بلاده الخاصة.. ولا يستقيم أو يصح تفسير ذلك الشح الرسمي في تبادل التهانى بالعيد بفتور في العلاقات، لأن هؤلاء القادة عندما يلتقون ببعضهم البعض يتبادلون مظاهر الترحيب ببعضهم البعض ويحرصون على نشر صورهم معا حتى تلك الصور غير الرسمية التي تعكس ودا شخصيا.

 


لقد كانت وما زالت تهاني العيد الرسمية تعبر عن مستوى الود في العلاقات بين الدول  العربية، أو تعد فرصة لتعزيز وتحسين هذه العلاقات وتخليصها من أي فتور قد يعتريها.. لذلك الإفراط فيها مثمر لأنه إفراط في تبادل الود الرسمي بينما الإقلال منها غير مفيد، ويمنح المتربصين فرصة لإطلاق الشائعات والقيل والقال حول العلاقات بين الدول العربية.. ونحن في مصر نقول العيار الذي لا يسيب يدوش
وكل عيد وقادة العرب بخير.  

الجريدة الرسمية