رئيس التحرير
عصام كامل

الكتابة فى العيد!

لأن العيد فرحة كما تقول الأغنية الشهيرة يكون لزاما على الكاتب أن يكتب في أول أيام العيد على الأقل ما يثير الفرحة للناس الذين يجدون لديهم بعض الوقت للقراءة في العيد.. ولكن لأن الفرحة شحيحة في أيامنا الآن بسبب التحديات العديدة الداخلية والإقليمية والعالمية، فإن الكاتب مضطر إذن لأن يستدعى الفرحة من الأيام الماضية، أى يكتب عن أعياد عشناها من قبل وشهدت فرحة، أو أن يكتب عن ما يتمناه لبلده حتى يعيش أعيادا مستقبلا تشهد الفرحة.

 

 وسوف أختار اليوم أن أكتب عما أتمناه لبلدى نظرا لأن فرحة الأيام الماضيةَ كانت غالبا يرافقها ما ينغص علينا الاستمتاع بها.. أما ما أتمناه لبلدى فهو ما يتمناه أهلها والأغلب الأعم من شعبها، وهو التخلص من الغلاء وانحسار التضخم الذى جاوز طبقا لتقديرات البنك المركزى 40 في المائة، وبالطبع ذلك كان له تأثيره على المستوى المعيشى لكثيرين، حينما اضطروا لتخفيض استهلاكهم وتحديدا من الغذاء.

 
وأمنيتى هنا ألا يحل علينا عيد جديد إلا وكنا قد سيطرنا على هذا الغلاء وكبرنا جماح التضخم، رغم علمى أن الأوضاع الاقتصادية العالمية ليست على ما يرام وكل توقعات المؤسسات الاقتصادية الدولية لا تنظر تحسنا قريبا للاقتصاد العالمى، لكن هناك مؤشرات تشى بانخفاض واضح في الأسعار العالمية، وبالتأكيد سيكون لذلك تأثيره علينا في مصر رغم محاولات تجارنا ومستوردينا الإبقاء على ما بلغته السلع من ارتفاع في أسعارها.

 


ويعزز أمنيتى هذه توقعا بأن من يديرون اقتصادنا قد راجعوا أنفسهم فيما انتهجوه من سياسات مالية ونقدية سابقة ووضعوا أيديهم على ما يستحق من تعديل في هذه السياسات، ودليلى هنا ذلك القرار الذى اتخذ مؤخرا بترشيد الاقتراض من الخارج،  وألا يتم إلا في مآلات الضرورة فقط. ولو سار من يديرون اقتصادنا على هذا النحو بالنسبة لكل السياسات لتخلصنا من الغلاء وكبرنا جماح التضخم 
وعيد سعيد لنا جميعا.

الجريدة الرسمية