طرق التدريس الفعالة (2)
عزيزى القارئ كنا قد عرضنا في المقال السابق لطرق التدريس بوصفها من أهم عناصر المنظومة التعليمية، وقد خصصنا الحديث عن طريقة المحاضرة من خلال تناول تعريفها ومجالات استخدامها ومميزاتها والانتقادات التى وجهت إليها، ونناقش فى مقال اليوم ما يجب وما لا يجب فعله عند التدريس بطريقة المحاضرة..
لتحسين فعالية المحاضرة في عملية التدريس هناك أفعال يجب أن يمارسها المعلم تحت مسمى: لا تفعل، احذر مما يلى: أن تكون مادة المحاضرة أكبر من الوقت المحدد لها. وأن تسرع فى الإلقاء لإنهاء موضوع الدرس. وأن تخاطب نفسك، وكأنك تتكلم مع نفسك دون أن تتابع المتعلمين أو تنظر إليهم وتتفاعل مع ردود أفعالهم.
وأن تظن أن فهم لغتك وتعابيرك يعنى دائمًا فهم طلابك هذه اللغة وهذه التعابير.. وأن تتكلم على وتيرة واحدة وكأنك أسطوانة مسجلة.. وأن تأتي بمعلومات معقدة فوق مستوى طلابك.. وأن تقلل من ضرب الأمثلة والشرح.. وأن تعتذر لعدم قدرتك على تقدير الوقت الكافي لطلابك.. وأن تركز وجهك فى الورقة وتقرأ لنفسك.
أن تتحرك كثيرًا أمام طلابك أو تكون كصنم جامد.. وأن تكون متحمسًا أكثر من اللازم. وأخيرا أن تكون بطيئًا أو كسولا أكثر من اللازم.
نصائح للمدرس
يجب على المدرس أن نفذ ما يلي: استخدم السبورة أو أي وسائل إيضاح قدر الإمكان.. نوع نغمة صوتك ونبرته.. كن مرحًا من وقت لآخر.. اضبط محاضرتك من الناحية اللغوية.. لاحظ مدى تجاوب طلابك معك، الملل، التثاؤب الكثير، خروج البعض من القاعة.. أكثر من الأفكار الرئيسية في المحاضرة كأسئلة وأجوبة.
انقد بموضوعية تبين أنك تحترم آراء غيرك.. تمهل، خذ نفسًا، لتستريح ويستريح طلابك.. تحرك حركة متوازنة وهادئة.. إعداد المحاضرة إعداد جيد والإلمام بالموضوع.. الاهتمام بالتمهيد والختام. كن لطيفًا وسلسًا واضحًا وصريحًا مسموعًا ومفهوما.. اطلب من طلابك تلخيصًا للمادة التى عرضت من قبل.
عود طلابك تسجيل وتلخيص المعلومات المهمة أو الرئيسية للمحاضرة فى الوقت المناسب.. ابدأ المحاضرة بإثارة انتباه الطلاب وتهيئة جو من الارتياح.. قسم الموضوع إلى عناصر فرعية ورئيسية.
لا يكون حديثك مستمر بشكل متواصل لمدة زمنية طويلة ولا بد أن يتخلل الشرح عرض بعض الوسائل أو ترك فرصة للحوار.. استحوذ على انتباه واهتمام الطلاب واستثير حماسهم لموضوع المحاضرة.
شروط نجاح طريقة المحاضرة في التدريس
من ناحية أخرى يوجد عدة شروط لنجاح طريقة المحاضرة فى التدريس، نذكر منها ضرورة التحضير لها بشكل جيد من خلال مراعاة الآتى: يجب على المعلم الذى يتبع أسلوب المحاضرة ألا يعتبر نفسه هو المتحدث الأوحد فى غرفة الصف، حتى لا يصاب الطلاب بالملل.. أسلوب المحاضرة ليس معناه عدم القيام بأى نشاط آخر.
اتباع الأسلوب السلس المترابط فى الإلقاء.. استخدام تعبيرات الوجه وإشارات اليدين لجذب انتباه الطلاب.. النظر المستمر إلى الطلاب أثناء المحاضرة لإشعار الطلاب بأنك واعي بوجودهم والانتقال بالعين من طالب إلى آخر ليشعر كل طالب أنك تتحدث إليه مستخدما حس الفكاهة والنكتة البريئة العابرة.
إن إلقاء المحاضرة فن يمكن تعليمه بمشاهدة المحاضرين المتميزين أثناء إلقاء المحاضرة فى أي مناسبة ويمكن تطوير الأسلوب باستمرار. ولأنه توجد عدة طرق للتدريس، فالسؤال الذى يطرح نفسه هو: كيف يختار القائم على التدريس (المعلم) الطرق المناسبة منها فى دروسه؟
وتكمن الإجابة في أن عملية الاختيار هذه تتم في ضوء مجموعة من المعايير بعضها خاص بالدرس المقترح تدريسه، وبعضها خاص بالطلاب، وبعضها خاص بالمعلم نفسه، وبعضها خاص بتوفير ظروف معينة فى بيئة قاعة الدرس.
معايير اختيار المعلم
وفيما يلي أبرز هذه المعايير: أن تناسب الطريقة الهدف من وراء التدريس..أن تناسب الطريقة المادة الدراسية التى ستدرس، فلكى تدرس للطلاب كيفية قياس السكر فى البول - مثلا - فمن غير المناسب استخدام طريقة المحاضرة لتدريس هذا الموضوع، فالعروض أو التدريبات المعملية أكثر ملاءمة لهذا الموضوع.
أن تناسب الطريقة عدد الطلاب الذين يدرس لهم، فمثلا يبدو من غير المناسب أن تستخدم طريقة المناقشة في اجتماع يضم 200 طالب.. أن تراعى ما بين المتعلمين من فروق فردية، ولذا وجب التنويع فى طرائق التدريس.. أن تناسب الطريقة علاقة الطالب بالمادة الدراسية.. أن يختار المعلم الطريقة التى تناسب قدراته ومعرفته بالمادة الدراسية واهتماماته ومدى ممارسته للطرق الدراسية من قبل.
أن تناسب علاقة المعلم بالطالب فلو أن المعلم - مثلا - لم يجد ثقة متبادلة بينه وبين طلابه فإن الطريقة التى تختار ينبغى أن تؤدى إلى بناء هذه الثقة.. أن تناسب الطريقة الإمكانات المادية والبشرية المتوافرة فى المدرسة. فبعض الطرق كالطرق العملية قد تحتاج إلى أدوات وأجهزة معملية، باهظة التكاليف وإلى أمناء معامل متدربين تدريبا عاليا على استخدامها.
عزيزى المعلم: تحدثنا عن طرق التدريس الشائعة والفعالة، وخصصنا هذا المقال والسابق له للحديث عن طريقة المحاضرة، وهناك طرق أخرى سنتحدث عنها فى المقالات القادمة إن شاء الله تعالى.