طرق التدريس الفعالة
يعد التدريس عملية تربوية وتعليمية مقصودة ومخططة، تتكون من منظومة متفاعلة من العناصر، هدفها العام هو تنمية الشخصية الإنسانية بكل جوانبها، ومن أهم عناصر هذه المنظومة الطريقة التدريسية، تلك التى يقصد بها جملة الإجراءات والخطوات التى يقوم بها المعلم داخل الموقف التعليمى ليحقق الأهداف المنشودة.
والسؤال لك عزيزى المعلم: هل فكرت يوما فى طريقة التدريس المثلي لمادة تخصصك؟ هل توصلت إلى طريقة تدريسية بعينها؟ دعنى أخبرك بأنه لاتوجد طريقة تدريسية واحدة يمكن وصفها بأنها الأفضل أو الأحسن فى التدريس، أو بأنها تصلح لجميع المعلمين والمتعلمين وفى مختلف المواقف التعليمية، وإنما الطريقة الفعالة تختلف باختلاف الأهداف والمادة، وباختلاف فرع المادة، وباختلاف المرحلة العمرية للمتعلمين، وكذلك عدد المتعلمين فى حجرة الدراسة.
طرق التدريس
والذى يمكن أن نفهمه من ذلك أن طريقة حل المشكلات مثلا قد تكون صالحة ومثالية فى درس ما، ولكنها ليست صالحة لدرس آخر وهكذا.
وقد صنف بعض العلماء طرق التدريس إلى أنواع متعددة استنادا إلى جملة من الأسس والمعايير، والتى من بينها طبيعة التفاعل بين المعلم والمتعلم، وعدد المتعلمين، وأدوار كل من المعلم والمتعلم، وطبيعة المادة التعليمية، ونوعية العمليات الفكرية التى تستلزمها كل طريقة وتنتج عنها فى نفس الوقت.
ومما سبق يتضح أن كل طرق التدريس ضرورية، وعلى المعلم أن يلم بكل طرق التدريس مراعيا ًالموقف التعليمى ومكوناته، ففى الدرس الواحد يمكن تطبيق أكثر من طريقة تدريسية، حيث يبدأ المعلم الدرس بطريقة، وينتهى بطريقة آخرى، ومن المهم جدًا فى هذا الموضوع حكمة وقدرة ومهارة المعلم ومعرفته بفن التدريس، وهكذا فإن استخدام المعلم لطرق تدريسية متعددة يؤدى إلى إثراء العملية التعليمية، ويساعد على مواجهة ظاهرة الفروق الفردية بين الطلاب.
إذن تختلف الطريقة من مادة إلى مادة آخرى، والمعلم المربي هو الذى يمتلك الحكمة والمهارة فيختار الطريقة التى تناسب مادة تخصصه وموضوع الدرس الذى يقوم بتدريسه، فبعض المواد منها ما هو نظرى ومنها ما هو عملى، وكذلك يختار الطريقة فى ضوء الامكانات المتوافرة فى البيئة التعليمية.
كما أن على المعلم أن يكون مرن، وعلى علم بأنه من المستحيل أن يتعلم جميع المتعلمين بطريقة واحدة، ولذلك تعد مرونة المعلم فى استخدام الطرق التدريسية أمرًا فى غاية الأهمية.
طرق التدرس الفعال
وتوصف الطريقة التدريسية بالفعالة إذا ما كانت هادفة وشاملة ومرنة واقتصادية وقابلة للتطوير، وإذا ما راعى المعلم الأسس والشروط التالية: التدرج فى تسلسل المادة من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب.. وأن يراعى المعلم كل التباينات والفروق الفردية بين المتعلمين.. وأن يكون جميع المتعلمين فعالين ومشاركين، عن طريق المناقشة، أو طرح الأسئلة، أو الإجابة عن الأسئلة، أو طرح الإستفسارات عن النقاط الغامضة، أو توجيه سؤال من متعلم إلى متعلم آخر تحت توجيه وإشراف المعلم.
أن تكون الطريقة مثيرة للتفكير ولاهتمام المتعلمين، وجاذبة. توفير مناخ من الطمأنينة والديمقراطية بين المعلم والمتعلمين. وعلى جميع المعلمين صناعة وابتكار طرق جديدة تناسب المتعلمين والمواد الدراسية، وكل معلم قادر على ذلك طالما أنه قارئ وباحث ومفكر.
ويوجد العديد من طرق التدريس شائعة الاستخدام والتطبيق، مثل المحاضرة والمناقشة وتمثيل الأدوار والعروض العملية والعـصف الذهنى والعمل الجماعى، نقدم بعضها فى هذا المقال ونستكمل الباقى فى الأسابيع القادمة بمشيئة الله تعالى.
طريقة المحاضرة
تعد هذه الطريقة من أقدم وأكثر طرق التدريس شيوعًا واستخدامًا في معظم المدارس، وفي مختلف المراحل التعليمية، وتكون فيها عملية الاتصال ذات اتجاه واحد، من المعلم إلى المتعلم، فيتلقى المتعلم ما ينقله له معلمه من معلومات، ويكون دور المتعلم التلقي وهو دورًا سلبيًا، ونستطيع القول أن أى طريقة تدريسية أخرى لا تخلو من قريب أو بعيد من المحاضرة أو الإلقاء المباشر من حين لآخر.
وهي طريقة محورها المحاضر (المعلم) الذي يقدم المعلومات على مسامع المتعلمين بشكل متواصل دفعة واحدة، قد تتاح بعدها الفرصة لهم للمناقشة وقد لا تتاح، فهى عرض شفوي مستمر من قبل المعلم للمادة التعليمية مع قليل من اشتراك المتعلمين أو دون اشتراكهم بالمرة..
وذلك لأنها تقوم على مبدأ الإلقاء المباشر والعرض أو الشرح النظري للمادة العلمية. فالمعلم ينقل المعلومات من الكتاب المدرسي إلى الطلاب ويشرح المفاهيم والمبادئ والقوانين العلمية والطالب يتلقى ويسجل ما يقوله المعلم.
ومن المقترحات التى يمكن تقديمها لجعل طريقة المحاضرة مشوقة أو فعاله نسبيًا ما يلي: تمتع المعلم بلغة خطابية جيدة وأسلوب عرض ناجح وشخصية قوية جذابة لانتباه الطلاب. وأن تشتمل على الإثارة والتشويق والصدق والواقعية. وأن تسمح للمتعلمين بطرح الأسئلة والاستفسارات. وأن يدعم المعلم موضوع المحاضرة بالوسائل التعليمية السمعية والبصرية المناسبة، وعليه أيضا أن يستخدم الإشارات والحركات التى تجذب انتباه المتعلمين.
ومن الملاحظ أن طريقة المحاضرة كثيرًا ما تستخدم فى تلخيص ما سبق دراسته للمتعلمين، لربطه بموضوع الدرس الجديد. أو تقديم موضوع علمى جديد. أو تلخيص النتائج وترتيب الأفكار. أو مراجعة بعض المعلومات والأنشطة السابقة. أو عند تصحيح إجابات المتعلمين. ومراجعة معلومات وأنشطة سابقة.
أو نقل الخبرات الشخصية والحياتية من المعلم إلى المتعلمين.. أو الندوات والمؤتمرات وعرض نتائج البحوث. وعند شرح عبارات أو مقولات ما أو تكملتها. أو لإعداد المتعلمين ليتعلموا فن الإلقاء ويتقنوا مهاراته.
هذا وعلى الرغم من أن طريقة المحاضرة لها مزايا كثيرة إلا أنها تواجه إنتقادات نذكر منها: أنها تثير الملل والنعاس أحيانًا عند الطلاب، وخاصة إذا كان عرض المعلم نفسه وكلامه لا يشد الانتباه. ويكون المتعلم سلبى إذا كان المعلم لا يوجه النقاش والحوار على فترات متقاربة.
كثيرا ما يخرج المعلم عن التسلسل والترابط.. ولا تساعد كثير من المعلمين على معرفة القدرات الفردية للمتعلمين. كما أن أساليب التقويم المستخدمة من خلالها تركز على قياس كم المعلومات. لا تعكس طبيعة العلم كمادة وطريقة. تحتاج إلى معلمين على قدر كبير من الإلمام الشامل بالمادة العلمية من جميع الجوانب.
ونستكمل طريقة المحاضرة الأسبوع المقبل إن شاء الله.