رئيس التحرير
عصام كامل

لتخفيض الجنيه حدود !

أعتقد أن أهم ما قيل في المؤتمر الوطنى الجديد للشباب الذى عقد أمس في برج العرب كان هو كلام الرئيس السيسي عن سعر الجنيه مقوما بالدولار وتخفيضه.. فهذا الحديث تناول السبب الداخلي لانفلات التضخم الذى تجاوز معدله 40 فى المائة طبقا لتقديرات البنك المركزى بينما كان كل الحديث الدائر من قبل عن الأسباب الخارجية فقط والتى تتمثل في حرب أوكرانيا وقبلها جائحة كورونا.. 

 

كما أن هذا الحديث تناول أيضا تداعيات انخفاض الجنيه على الدعم المخصص في الموازنة سواء للسلع الغذائية أو الطاقة (كهرباء ومنتجات بترولية) والذى يزيد رقميا ويخلق حاجة حكومية لمزيد من رفع أسعارها للتخلص من هذا الدعم أو لتخفيضه، رغم أنه كان قد اقترب من الصفر قبل سنوات كما قال الرئيس.. 

 

كذلك تناول حديث الرئيس العلاج لفجوة النقد الأجنبى التى نعانى منه أو تضغط على الجنيه المصرى وتدفعه للانخفاض أمام العملات الأجنبية المختلفة خاصة الدولار الأمريكى.

 
وفوق ذلك كله أن الرئيس السيسى قال إن لتخفيض الجنيه حدودا مثل الصبر أيضا، رغم اتباعنا الآن سياسة سعر الصرف المرن، لأن الأمر يتعلق بالأمن القومى كما قال بوضوح، وحتى لو كان يطلب منا مزيدا من التخفيض الآن للجنيه.. 

 

وهذا يعنى أنه قد تقرر كبح جماح التخفيض المستمر للجنيه منذ عام مضى والذى أفقده نصف قيمته والأخطر أنه أصاب أسواقنا بمرض الغلاء والتضخم.. فقد عانى المواطنون كثيرا من هذا الغلاء والتضخم وهم يحتاجون وقف هذه المعاناة وليس زيادتها، ومزيدا من انخفاض للجنيه يترجم مباشرة بمزيد من المعاناة لهم.. 

 

 

وإذا كنّا لا نملك شيئا في مواجهة الأسباب الخارجية للتضخم لأن ذلك محكوم بتطورات الصراع العالمى الدائر الآن بحدة وتداعياته الاقتصادية فإننا نملك مواجهة وعلاج الأسباب الداخلية للتضخم، وهو العلاج الذى نكرر الحديث عنه كثيرا ولا يخرج عن تخفيض انفاقنا من النقد الأجنبى وزيادة مواردنا منه.

الجريدة الرسمية