رئيس التحرير
عصام كامل

اختبارات الحكومة.. واختبارات الصحفيين!

الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص بين الحين والآخر على حضور اختبارات المتقدمين لوظائف حكومية؛ آخرها ما جرى مع الملتحقين  لشغل وظائف التربية والتعليم بحضور وزيري الدفاع والتربية والتعليم.


ثمة رسائل لا تخفى أراد الرئيس السيسي توصيلها للحكومة والرأي العام وكل مسئول في مصر أهمها إظهار مدى حرص الدولة على اتباع أعلى المعايير لانتقاء أفضل الكوادر المؤهلة علميًا وفنيًا وشخصيًا  للوظائف الحكومية حتى نضمن أداءهم لمهامهم وتحمل مسئولياتهم بكفاءة، لتحقيق الغاية المرجوة في تحديث الجهاز الإداري للدولة وتطوير العنصر البشري والاهتمام  بالإنسان والعمل على تحقيق تحسن ملموس في مستوى تقديم الخدمات العامة للمواطنين.


أتذكر عندما كنت عضوا بلجنة القيد بنقابة الصحفيين مع الزميل الكاتب الصحفي القدير الراحل سلامة أحمد سلامة برئاسة الكاتب الصحفي جلال عيسى اقترحت عليهما إجراء اختبارات للمتقدمين للجنة القيد وألا نكتفي بما يحضره الصحفي من عقد التعيين في مؤسسته وأرشيفه الصحفي فقط حتى نختبر كفاءته المهنية ولياقته وإلمامه بأدنى ما تقتضيه المهنة من إلمام بالمعلومات العامة وقواعد المهنة..

اختبارات الصحفيين الجدد

وبالفعل استجابت اللجنة لطلبي ورأينا العجب العجاب وقتها فقد اكتشفنا مثلا أن أحد المتقدمين للجنة لا يعرف رئيس تحرير آخر ساعة وقتها في مفارقة عجيبة حيث كان جلال عيسى رئيس لجنة القيد هو نفسه رئيس تحرير آخر ساعة..

 

وآخر سألناه: هل طالعت جرائد اليوم.. فأجاب بالنفي..وبالفعل تم تأجيل قيد بعض المتقدمين.. لكن هذا التقليد وهو اختبارات الصحفيين الجدد اختفى في زحمة الأحداث.. حتى وصلت المهنة لما وصلت إليه من ضعف وتردٍ لا يخفى.. أراه مسئولًا ضمن عوامل أخرى عن تراجع المهنة والمصداقية وعزوف القراء عنها وتفوق مواقع التواصل الاجتماعي في التربع على عرش الميديا.   


أرجو أن تراجع نقابة الصحفيين قواعد قيد الصحفيين الجدد، ولا ضير إذا ما استلهمت  مثلًا تجربة المحامين في تنقية الجداول والتشدد في قبول أي صحفي جديد إلا إذا كان جديرًا بالمهنة مهاريًا وعلميًا وأخلاقيًا حتى نضمن عودة المهنة لأمجادها وقوتها؛ فالصحفيون أولى بتحصيل عوامل الكفاءة والمهنية والجدارة.

 


يحدونا طموحات كبرى لصاحبة الجلالة أن يتغير قانون نقابة الصحفيين الذي عفا عليه الزمن لاسيما ما يخص الانتخابات، وأن تنشأ بالنقابة أكاديمية علمية بمقررات دراسية وساعات معتمدة  تضمن تحصيل الحد الأدنى من مقومات المهنة والتخصص لاسيما للخريجين من غير أقسام الصحافة والإعلام يكون الحصول على شهادتها شرطًا لاكتساب عضوية النقابة حتى نغلق الباب على العشوائيات التي ضربت النقابة بعد أحداث يناير 2011 والتي تضاعفت بسببها الأعداد وتراجعت المهنة.

الجريدة الرسمية